الخميس، يناير 01، 2009

الآثار الصحية للمخدرات

صنف العقار1- الكوكايين – الامفيتامينات
أثار الجرعات المضاعفة
تهيج الجهاز العصبي السمباتاوي ، ارتفاع ضغط الدم ، عدم انتظام دقات القلب ، ارتفاع درجة الحرارة ، الذهان التسمم الحاد ، الأوهام ، الهلوسة ، الهياج ، العنف .
أثار التعاطي المزمن
تشوش الحس ، النمطية ، النوبات الصرعية ، الاكتئاب عند الانقطاع ، التهاب الأنف ، التهاب الكبد الوبائي ، الوفاة .
صنف العقار2- مشتقات الأفيونأفيون – مورفين هيروين كوديين
أثار الجرعات المضاعفة
التخدر ، ضعف الإحساس بالألم تبلد الإحساس ، حالة الحلم ، الغثيان ، التقيؤ ، تشنج الحالب وقناة الصفراء ، ضعف التنفس ، الإغماء عن التعاطي مع الكحول والمسكنات ، اختلال ضبط الحرارة ، ضعف الهرمونات الجنسية .
أثار التعاطي المزمن
اضطرابات في إفراز الهرمونات الوطائية والنخامية ، الإمساك ، التهاب الكبد الوبائي ، تقلصات عند الانقطاع ، الإسهال ، التقيؤ ، التهاب الجلد ، التدمع ، سيلان الأنف ، الغرغرينة ، الإصابة بنقص المناعة المكتسب ( الإيدز ) ، الوفاة
صنف العقار3- المهلوساتPCP,LSD
أثار الجرعات المضاعفة
تهيج الجهاز العصبي السمباتاوي ، تخيلات سمعية وبصرية ، هلوسة ، ضياع الشخصية ، الـ PCP فقط ، حمى شديدة ترنح ، هياج عنف ، الاختلاجات .
أثار التعاطي المزمن
ارتجاع ، هبوط ، حالات ذهنية ممتدة ، تلف الكبد ، الوفاة .
صنف العقار4- القنب( الماريجوانا )الحشيش
أثار الجرعات المضاعفة
اعتلال نفسي حركي ، التآزر مع الكحول والمسكنات التشنج ، سرعة نبضات القلب ، جفاف في الفم والحلق ، الشلل ، هلاوس سمعية وبصرية .
أثار التعاطي المزمن
بلادة وبطء ذهني ، تعطل الذاكرة والقدرة على التعلم ، إصابة الدماغ ، تعطل الاستجابة المناعة ، الإصابة بالغرغرينة ، العدوانية والقتل .
صنف العقار5- النيكوتين
أثار الجرعات المضاعفة
غثيان ، رعاش ، تسرع القلب ، الجرعات الكبيرة ، ارتفاع ضغط الدم ، بطء القلب ، إسهال ، انتفاض عضلي ، شلل تنفسي .
أثار التعاطي المزمن
إصابة الأوعية الإكليلية والدماغية والمحيطة ، الحموضة المعدية ، قرحة المعدة ، الاستثارة عند الانقطاع ، تعطل الانتباه والقدرة على التركيز ، تأخر نمو الجنين ، الإجهاض التلقائي .
صنف العقار6- الكحول والعقاقير المتصلة به ( البنزوديازيبينات )
أثار الجرعات المضاعفة
الاعتلال النفسي الحركي ، اعتلال التفكير وفساد الرأي ، السلوك الطائش أو العنيف ، انخفاض حرارة الجسم ، الهبوط التنفسي ، عدم الإدراك ، العدوانية .
أثار التعاطي المزمن
ارتفاع ضغط الدم ، السكتة الدماغية ، التهاب الكبد ، تليف الكبد ، التهاب المعدة ، الضرر الدماغي العضوي ، القصور لإدراكي متلازم الكحول الجنيني ، أثار الانقطاع ، الانتياب البارد للحمى المتقطعة ، النوبات الصرعية ، الهذيان الارتعاش ، هلوسة سمعية وبصرية ،
صنف العقار7- الكافيين
أثار الجرعات المضاعفة
عدم انتظام القلب ، الأرق ، التململ ، الإثارة ، التوتر العضلي ، الاهتياج العصبي ، الاضطراب المعدي .
أثار التعاطي المزمن
ارتفاع ضغط الدم ، القلق ، الاكتئاب ، الصداع الناجم عن الانقطاع .

قصص وعبر

أنا وعائلتي والمخدرات
«أ.ج»، عمره خمس وعشرون سنة من مواليد مدينة الرياض وهو أعزب وله من الاخوة الأشقاء ثلاثة ذكور وأربع إناث وأخ واحد غير شقيق وترتيبه بين اخوته الثالث أما مؤهله الدراسي فقد وصل إلى السادسة الابتدائية وكان قبل توقيفه يعمل سائقاً في شركة ومؤسسة فصل من الأولى لكثرة غيابه وترك الثانية لان راتبه لا يكفيه وبعد ذلك كان يعمل على سيارة اجره خاصة به وهذا العمل يدخل عليه راتباً شهرياً قدره أربعة آلاف ريال كان أول تعاطيه المخدرات عن طريق جلسة مع أحد أصدقائه وكان عمره تقريباً لا يتجاوز التاسعة عشرة.كان لديه وقت فراغ يتجاوز خمس ساعات في اليوم وكان يقضي نصف هذا الوقت مع أصدقائه في البحث عن المخدرات وتعاطيها وقد سبق أن أوقف تعاطي المخدرات.وقد سبق ل «أ.ج» السفر إلى خارج المملكة مرة واحدة بقصد السياحة وشرب الخمر وهذا يدل على ضعف الوازع الديني ويؤكد ذلك بقوله انه لم يكن بمحافظ على الصلاة في أوقاتها. يقوم بزيارته في الإصلاحية أخواته فقط فهو على خلاف مع أسرته حتى يذكر أن والده كان يدلـله ويفضله على إخوانه في البداية وبعد ذلك انتقلت معاملة والده إلى الاعتدال ثم الحزم أما والدته فلم تتغير معاملتها له حيث كانت معاملة تدليل ولقد حاول الإقلاع عن تعاطي المخدرات ولكن وجوده في السجن دليل فشله في الإقلاع عنها.ويعلل السبب الذي جعله يحاول الإقلاع من تعاطي المخدرات بقوله: إما لضعف مادي أو أنني أتشاءم من المخدرات، ثم ضبط وهو في حالة تعاطٍ وبحوزته مادة الحشيش المخدر وهو داخل مستشفى الأمل لإخراج السموم ثم يتم تحويله إلى السجن لإنهاء محكوميته.
أبن يقتل أباه !!!
شاب في الخامسة والعشرين من عمره ، تخرج من الجامعة وعمل مع والده في المتجر الذي يملكه والده لتجارة ( العود والعطور الشرقية ) وكان والده يكلفه بالذهاب إلى الهند ودول شرق آسيا لإحضار هذه العطور ، وفي إحدى هذه السفرات تعرف على شاب وأثناء التعارف قدم له هذا الشاب سيجارة ، ومن الأدب - كما يقول لم استطع أن يرفضها - مع أنه لا يدخن وكانت سيجارة غير عادية ، حيث كانت ملفوفة بالحشيش ، وأصبح يطلبها من صاحبه كلما أراد ، وصاحبه يعطيه ، ثم أخبره أن سعر هذه السيجارة غالي الثمن ، فصار يعطيه كل ما يريد من المال ، وهذا يعطيه سيجارة الحشيش ، وأصبح يتردد على هذا الشخص في كل مرة يزور فيها هذا البلد ، فشعر والده بذلك الخطر الذي يحيط بولده فمنعه من السفر ، وسحب منه جواز السفر ، وعندما اشتدت الحالة على الشاب وشاهد والده يرفض فكرة سفره تماماً ، لم يجد أمامه إلا فكرة واحدة ، نعم فكرة واحدة ولكنها فكرة ملعونة ! لقد فكر في قتل والده ! وذلك لكي يحصل على المال والجواز ، ويسافر كيفما يريد ، ومتى ما يريد ، وفعلا خطط لذلك ونفذ وقام بقتل والده ، ولكنه عندما شاهد الدماء تخرج من والده شعر بالانهيار يزلزل نفسه ، فسقط مستسلما ، وسلم نفسه للشرطة التي سلمته للعدالة ، حيث نفذ
فيه حكم القصاص .
اعترافات مدمن
* هذه أخي قصة عجيبة لأحد الذين وقعوا في شرك المخدرات واشدها خطراً ( الهروين ) وقد قدم للقصة بمقدمة رائعة نبعت من أحاسيسه ومعاناته التي يشعر بها وهو يقضي مدة حكمة في السجن وإليك أخي القارئ هذه المقدمة ...
تختلف أوضاع الزمان وتزهر أحلام الأيام وتذبل أوراق الليالي ويمضي العمر وكلنا ساعون نحو اجل مسمى في الحياة سوى غربة يكابد فيها الإنسان ويسعى .. ( يسعد فيها وربما يشقى )) .
قد يبكي على حبيب عانق الثرى وتراوى فيه كل هذه الأنواع من البكاء تمر على كل إنسان في هذه الحياة ولكن هناك نوعاً آخر لا يراك على أفراد من الناس ويختلف اختلافا كبيراً عن جميع أنواع الحزن والبكاء ، إنه البكاء على الذات عندما يبكي الإنسان على ذاته ... على نفسه لا يجد من يرى الدمعة كما أنه لا يجرأ على الشكوى هذا هو البكاء المؤلم فهل لمن قرأ قصتي هذه أن يعتبر . فإن السعيد من اتعظ بغيره .
وإليك أخي القارئ قصتي من بداية المأساة إلى حالتي وأنا أكتب هذه السطور ... خلال دراستي الثانوية وفي الصيف الأول في تلك المرحلة التي يقول عنها أغلب علماء النفس أنها أخطر مراحل العمر في حياة الإنسان كنت أعاني من قسوة والدي وكانت قسوة شديدة أن تلك القسوة كانت لغاية معروفة وهي مصلحتي .. لكنها كانت قسوة لدرجة تفوق المعقول .. وأخيرا انفلت زمام الأمر من يد والدي و أصبحت في أيدي رفقاء السوء من ضحايا ذلك الوباء ، كنت اجتمع بهم في بداية الأمر بحجة المذاكرة إلى أن اقترح علي أحدهم تناول حبة من الحبوب المنشطة وكان له تأثير مؤقت سرعان ما يزول ويحدث إرباكا للمخ ويقلب موازين الفكر إلى أن يتمادى الشخص وتزيد رغبته في تناول المهدئات مثل كبسولة ( السيكونال الأحمر ) يصاب بقسوة في قلبه تثنية عن جميع اهتماماته الدينية والدنيوية من جراء تأثيرها عليه . وحسب إرشادات رفقاء السوء تزداد الأمور تعقيداً لأقع في بلاء أعظم .. فأتناول المادة المستخلصة من نبتة الخشخاش فبواسطتها هربت من الواقع إلى الخيال ... لأنسى نفسي ولتناسى في غمرة النسيان مستقبلي وحياتي ، قبلت فكرة الترويج بلا تردد وبطريقة سريعة وقد ساعدني الإغراء المادي في تقبل هذه الفكرة ولقد كبرت خطوتي للسقوط في مغبة الهاوية بسبب السرعة التي وجدتها في الكسب المادي وبت أجاري صديق السوء في تحضير مادة الحشيش حتى أطلق علي أصدقائي اللقب العامي ( أبوها ) .
إلى أن أراد الله جلب قدرته ووقعنا في يد رجال مكافحة المخدرات ... لأدخل السجن ولأول مرة في حياتي ... ويا ليت ألم وحرقة دخول السجن كانت كافية في عقابي ولم أرى ما حصل من أهلي وأقاربي لقد اتسعت مغبة السقوط لأسقط من أعين جميع الناس ... لأن مجتمعنا شديد النظرة وقلما يغفر الخطأ ويقبل أي عذر أو مبرر ... لقد أمضيت مدة السجن ( سنتين ) وخرجت بعدها مرة أخرى بنبذ الأهل والأقارب كل ذلك جعل منى أعزم على السفر إلى الخارج لأبدأ عملا شيء جديد .
لقد تعرفت على ما هو أشد فتكا وخطراً ( الهيروين ) إنه أداة لتدمير الشباب وقتله غالبا في البلاد الغربية إذ لابد من المزيد من المادة بأي طريقة إن الضحية الأولى لي والدتي فقد احتلت عليها وأخذت كل ما كان بحوزتها وسافرت بها بعد أن تسببت في انفصالها عن والدي بسبب إلحاحها عليه أن يبعث إلى المزيد من المال لكي احصل به على مادة الهيروين فلم يعد لدي غاية إلا الحصول عليها .
وإليك أخي هذه المعلومة التي ربما تكون غريبة عندك ولكنها أمر طبيعي عند مستعمل هذه السموم ، كنت أنا وزوج أختي في سيارته وبينما نحن نسير وهو يتحدث إذا بي أرى الوسيلة ( الفلوس ) معه في درج سيارته ... إنه يتحدث وينصح وأنا أخطط لسرقة ما بالدرج . ويا ليتني مت قبل هذا الفعل لقد طلق أختي المسكينة ، لقد دمرت منزلها من حيث لا تدري ولا تعلم .. لأن ما فعلت معه أفقده صوابه ، سافرت بعدها لأعود محمولا على أكتاف زملاء العلة موبوء مكروه ، منبوذ ... عاطلا تعجز الطرقات والأرصفة وحتى أماكن تجمع النفايات أن تتحمل سيري أو إيمائي ..
وأخيراً اهتدي إلى باب مكافحة المخدرات لا أبوح لهم بمعلومات هم في غنى عنها لأن محياي يدل علي ويترجم كل ما أخفي و أدخلت مستشفى الأمل والحمد لله لقيت كل اهتمام وعولجت وعوقبت على أخطاء ارتكبتها وعانقت الأمل من جديد .
الطالب لعفو ربه ومغفرته: ع.م.ش
ليتني أطعت أمي
* إنه والد لعشرة أطفال ... عاش في هذه الحياة فقيراً .. ومع ذلك فقد مريضاً بمرض القلب وكان هذا المرض هو سبب عجزه عن الوصول لما يصبو إليه كما أنه كان بقيه عن بذل أي جهد أكثر لزيادة دخله كي يصرف على هؤلاء الأطفال الذين كان يعولهم .
وكانت له زوجة مثال للزوجة الصبورة العاقلة التي رضيت بما قسمه الله لها ولم تتضايق أو تتأفف لقسمتها مع ذلك الزوج المريض !.. وظلت تكافح معه وتجاهد بكل استطاعتها كي تربي أطفالها تربية حسنة رغم فقرها وعوزهم . وقبل ذلك كانت تريد الأجر والثواب من الله ، على كل ما صنعته مع أولادها وزوجها المعدم . لم تكن تظهر الملل من عيشة الفقر التي تعيشها معه بل كانت تظهر السعادة والسرور لكل من حولها .
كان هذا الرجل أيضاً حريصاً على تربية أبنائه تربية إسلامية مع ما كان يعانيه من مرض وفقر ..ز فقد حرص على تربية أبنه الأكبر الذي كان يعتمد عليه بعد الله في تحمل كثير من الأعباء وبالفعل فقد تعلم هذا الابن واصبح رجلا فاهماً وواعياً مدركاً لكل ما يدور حوله .. وكان يشعر بالمسؤولية الملقاة على عاتقه فكثيراً ما كان يحز في نفسه فقر أبيه ومرضه الذي يعاني منه فكان يبذل كل ما في جهده لمساعدة والده ومساندته في كسب العيش الحلال . رغم عقلية هذا الابن المتزنة وإحساسه بالمسؤولية إلا أنه وقع في شراك هذا الوباء اللعين ... المخدرات !! قد تسأل كيف كان ذلك ؟ وما الشيء الذي جعله يسقط في براثين هذا الداء ؟ أقول بالطبع هم رفقاء السوء !! .
نعم رفقاء السوء الذين هم السبب دائما وراء الوقوع في هذا الوباء الخطير . فقد تعرف هذا الابن على بعض الشباب الذين لا يعرفون بل يتجاهلون معنى المسؤولية ... وكانوا على أخلاق بذيئة وأعمال سيئة ..
احتك بهم هذا الابن بحجة قضاء الوقت والترويح عن النفس معهم فأصبح سلوكه يتغير شيئاً فشيئاً حتى جعلوا يحرضونه على استعمال نوع من المخدرات .. وأوهموه بأنه سوف تنسيه مأساته التي يعيشها .. وسوف تنقله إلى عالم آخر بعيداً عن المشاكل والهموم .. ودعوه إلى تجربة ذلك وبالفعل فقد وجد نفسه مضطراً للنزول إلى رغبتهم فما أن جربها حتى وقع في المخ وصار أسيراً لها حتى أصبحت عادة له كالطعام والشراب لا عنى له عنها .
مرت الأيام تلو الأيام وهذا الابن واقع في شراك هذا الوباء لا يثنيه عنه ، نصيحة ناصح ولا ردع رادع . وفجأة أصيب والده بأزمة حادة نقل على أثرها إلى المستشفى وقد أحس بدنو أجله .. كانت دموعه تنهمر على خده كالشلال حينما يتذكر أطفاله وزوجته المسكنية ترى من لهم بعد أن يموت ... ومن سيصرف عليهم ... وما مصيرهم في هذه الحياة القاسية .. ظل يفكر حتى هدته هذه المأساة ولوعة هذا المصاب فراح يبكي في حرقة وصمت ويدعو الله أن يلطف بحاله وحال أولاده وفي تلك الليلة التي فارق فيها الدنيا ورحل إلى الآخرة دعا إليه ابنه الأكبر وضمه إلى صدره والأسى يثقله والهم يلوح في نظراته وكأنها معانقة دموع ثم أجهش بالبكاء وهو يقول ( يا بني أحس بأن عمري قد أنتهي .. سأودع هذه الدنيا وأرحل إلى الله ... وليس لهم أحد بعد الله بعدي إلا أنت سأموت وأنا مرتاح البال لأنك موجود بجانبهم ولأنك ستعوضهم عن والدهم الذي سيفقدونه .
يا بني كن حنوناً عطوفا عليهم .
يا بني لا تتبع أهواء نفسك ودروب الشيطان وأحذر أصدقاء السوء الذين يضلونك عن سبيل الله ، ويلهونك عن أخوتك الذين هم في أمس الحاجة إليك .
يا بني إن أملي بالله ثم بك لكبير فكن عند حسن الظن بارك الله فيك ، ترك الأب ولده بعدها وقد هده الألم وبعدها بلحظات جاشت في صدره حشرجة تمتم بعدها بكلمات متقطعة لا يعرف معناها وانتقلت روحه إلى بارئها .
هنا جاء دور الابن الأكبر فقد أثر فيه موقف والده فعمل جاداً في البحث عن عمل يسترزق منه لوالدته وإخوانه في البحث عن عمل لم يكن يحلم به در عليه شيئاً تحسن به وضع أسرته واضمحلت الكآبة والحزن عن وجوه أخواته ليحل محلها الفرح والسرور . كان هذا الابن يزاول هذه الأعمال مع استعماله للمخدرات بين الفينة والاخرى وذلك لإدمانه عليها . ويأتي أحيانا إلى المنزل بشكل غير طبيعي وتصدر منه بعض الحركات التي تدل على أنه في غير شعوره .
كانت أمه تعلم بذلك وكثيراً ما كانت تنصحه وتقول هذه الحالة التي أنت فيها وعليها لا يرضى بها الله .. كانت تقول له يا بني إن حالك لا يطمئن وإن ما أنت فيه خزي وعار وكارثة لا تعود بالخير على نفسك ولا علينا يا بني ابتعد عن المجتمع السيئ الذي تعيش فيه فلقد انعم الله علينا أعطانا وحسن من وضعنا وحالنا ... يا بني عد إلى الله وتب واقلع عن هذه الجريمة . يا بني إن الله يمهل ولا يهمل .. كانت أمه تتضرع إلى الله وتبكي في حرقة وألم يا لطيف يا قادر .. يا رب أنقذه من هذه الشرور وفجأة وفي أحد الأيام قبض عليه من قبل الشرطة وهو يحمل معه نوعاً من المخدرات . والقي بعدها في السجن .. وهكذا كل ما بناه في سنين خسره في ثوان وجلس يجتر الألم ويلوح بالحسرة والندامة - وهكذا تكون نهاية كل إنسان يتبع هواه ولذائذ نفسه .
ملحوظة : صاحب هذه القصة خرج من السجن وهو عازم على التوبة وعدم الرجوع إلى تلك الآفة .. نسأل الله له الثبات . أ.ر.ع
اعترافات شاب لم يتجاوز 18 سنة
لقد كان أصدقاء السوء سبباً رئيسياً لإدمان وتعاطي المخدرات، وعلى وجه الخصوص حبوب الهلوسة، ولولا لطف ورحمة الله لضاع مستقبل هذا الشاب الذي يحكي تجربته المريرة فيقول: نشأت في بيت متدين جداً في منطقة الدسمة، والدي رحمه الله كان شديد التدين، وأمي كانت رسالتها الاهتمام بي وباخوتي، ومضت الأيام، وتجاوزت مرحلة الطفولة، ولما بلغت الرابعة عشر من عمري، وكنت في السنة الثانية من المرحلة المتوسطة حدث في حياتي حادث كان سبباً في تعاستي وشقائي، فقد تعرفت على شلة من رفقاء السوء، وكانوا ينتظرون الفرصة المناسبة لايقاعي في شباكهم، وجاءت هذه الفرصة المناسبة... فترة الاستعداد لامتحانات نهاية العام، فجاءوني بحبوب منبهة، ونصحوني بأنها سوف تجعلني أستذكر دروسي بعزيمة قوية، فكنت أسهر ليالي كثيرة في المذاكرة دون أن يغلبني النوم، ودون أن أشعر أنني بحاجة إلى النوم، ودخلت الامتحانات، ونجحت بتفوق. وبعد ذلك لم أستطع الاقلاع عن تناول هذه الحبوب البيضاء فأرهقني السهر، وتعبت تعباً شديداً. فجاءني أصدقاء السوء، وقدموا لي هذه المرة حبوباً حمراء، وقالوا لي انها تطرد عني السهر، وتجلب لي النوم والراحة، ولم أكن لصغر سني وقلة خبرتي أدرك حقيقة ما يقدمونه لي، وحقيقة نيتهم الماكرة نحوي وأخذت أتعاطى هذه الحبوب الحمراء يومياً، وبقيت على هذه الحال مدة ثلاث سنوات تقريباً أو أكثر، ولم أتمكن من اتمام المرحلة المتوسطة من الدراسة والحصول على الشهادة، فصرت أتنقل من مدرسة إلى مدرسة أخري، ولكن دون جدوى، وبعد هذا الفشل الذريع الذي كان سببه هذه الحبوب الحمراء، فكرت في الانتقال إلى منطقة أخرى حيث يقيم عمي وأولاده في محاولة أخيرة لاتمام الدراسة. وفي يوم من الأيام جاءني إثنان من رفقاء السوء فأوقفت سيارتي، وركبت معهم، وكان ذلك بعد صلاة العصر، وبعد جولة دامت عدة ساعات كنا نشرب فيها الخمر، وأخذنا ندور وندور في شوارع المنطقة، ثم أوقفوني عند سيارتي فركبتها، واتجهت إلى البيت فلم أستطع الوصول إليه، فقد كنت في حالة سكر شديد، وظللت لمدة ساعتين أبحث عن البيت فلم أجده، وفي نهاية المطاف، وبعد جهد ومعاناة وجدت بيتي فلما رأيته فرحت فرحاً شديداً، فلما هممت بالنزول من السيارة أحسست بألم شديد جداً في قلبي، وبصعوبة بالغة نزلت من السيارة، ودخلت البيت، وفي تلك اللحظات تذكرت الموت كأنه أمامي يريد أن يهجم عليّ، ورأيت أشياء عجيبة أعجز عن وصفها الآن، فقمت مسرعاً ومن غير شعور، ودخلت الحمام وتوضأت، وبعد خروجي من الحمام عدت مرة أخرى وتوضأت ثانية. ثم أسرعت إلى غرفتي، وكبرت ودخلت في الصلاة، وأتذكر أنني قرأت في الركعة الأولى الفاتحة، وقل هو الله أحد، ولا أتذكر ما قرأته في الركعة الثانية، المهم أنني أديت الصلاة بسرعة شديدة قبل أن أموت، وألقيت بنفسي على الأرض على جنبي الأيسر، واستسلمت للموت، وتذكرت في تلك اللحظات أنني سمعت يوماً ما من والدي ان الميت يجب أن يوضع على جنبه الأيمن، فتحولت وعدلت وضعي ونمت على الجانب الأيمن، وأنا أشعر بأن شيئاً ما يهز جسدي كله هزاً عنيفاً، وفي هذه الأثناء مرت في خاطري صوراً متلاحقة من تاريخ حياتي المملوءة بالضياع وادمان الحبوب المهلوسة، وشرب الخمر، وأيقنت ان روحي قد أوشكت على الخروج. ومرت لحظات كنت أنتظر فيها الموت، وفجأة حركت قدماي فتحركت. ففرحت فرحاً شديداً، ورأيت بصيصاً من الأمل يشع من بين الظلمات، فقمت مسرعاً، وخرجت من البيت، وركبت سيارتي، وتوجهت إلى بيت عمي. وعندما وصلت دفعت الباب ودخلت فوجدت عمي وأولاده وزوجة عمي مجتمعين يتناولون طعام العشاء فألقيت بنفسي بينهم. وعندئذ قام عمي فزعاً وسألني: ما بك؟ قلت له: إن قلبي يؤلمني، فقام أحد أبناء عمي، وأخذني إلى المستوصف، وفي الطريق أخبرته بحالي، وطلبت منه أن يذهب بي إلى طبيب يعرفه، فذهب بي إلى مستشفى خاص، فلما كشف علي الطبيب وجد حالتي في غاية السوء حيث بلغت نسبة المخدر في جسمي نحو 94% فامتنع الطبيب عن علاجي، وقال لنا لا بد من ابلاغ مخفر الشرطة، وبعد محاولات مستمرة، وإلحاح شديد مني ومن ابن عمي وافق على أن أبدأ معه العلاج. فقام بعمل رسم قلب لي. وبدأت مرحلة العلاج. ولما علم والدي بما حدث لي جاء إلى المستشفى ليزورني فوجئت به يقف فوق رأسي فلما شم رائحتي ضاق صدره وخرج من المستشفى مصدوماً. وأمضيت ليلة تحت العلاج، وقبل خروجي نصحني الطبيب بالابتعاد نهائياً عن هذا الطريق، وأخبرني بأن حالتي سيئة جداً، وغير مطمئنة خرجت من المستشفى، وشعرت أن الله قد منحني حياة جديدة، وأنه أراد بي خيراً، فكنت بعد ذلك كلما شممت رائحة المواد المخدرة أياً كان نوعها يصيبني مثل ما أصابني في تلك الليلة، وتذكرت الموت، فأطفئ السيجارة التي أشربها، وكنت كلما نمت بالليل أشعر بأن أحداً يوقظني، ويقول لي: قم... استيقظ فأقوم منتفضاً من الخوف فأتذكر الموت والنار وعذاب القبر، كما كنت أتذكر اثنين من أصدقاء السوء اللذين علماني الادمان لقيا حتفهما قبل وقت قصير فأخاف أن يكون مصيري مثلهما، فكنت أقوم آخر الليل فأصلي ركعتين، ثم بدأت أحافظ على الصلاة والنوافل، وبقيت على ذلك الحال أربعة أشهر.حتى قيض الله لي أحد الشباب الصالحين تعرفت عليه في المسجد فالتقطني من رفقاء السوء، وأخذني معه إلى مكة في رحلة لأداء العمرة، وبعدها والحمد لله تبت إلى الله وعدت إليه ...وتطرح هذه الاعترافات لشاب لم يتجاوز الثامنة عشر من العمر كثيراً من التساؤلات يأتي في مقدمتها: أين الدور الذي تؤديه هذه الأسرة؟ أين والده؟ أين والدته؟ أين أخوته؟ أين الرقابة الأسرية؟ أين دور الاخصائي الاجتماعي في المدرسة؟ ما هو السبب في مأساة هذا الشاب؟ هل إنشغال الأب بأموره الخاصة هو السبب؟ هل اعتماد الأم بصورة كلية على المربيات الأجنبيات في تنشئة أبنائها هو السبب؟ هل افتقاد الأسرة للعلاقات الاجتماعية الحميمة هو السبب؟
من التدخين في حمامات المدرسة إلى الكولونيا فالمخدرات
صديق الطفولة.. قادني إلى عالم المخدرات إدمان أخي الكبير تسبب في إدماني وضياعي
في كل عدد نروي لكم أعزاءنا القراء مأساة إنسان جرته المخدرات إلى شباك مليئة بالحزن والمرض والهلاك.
وفي عددنا هذا نروي لكم قصة أحد التائبين والذي شارف على الخروج من مجمع الأمل بالرياض وهو (ح.م) الطفل الذي ترعرع في كنف والديه حيث يعيش حياة سعيدة ودافئة بصحبة أخواته البنات وأخيه الأكبر، حيث كان من أفضل الأطفال خلقاً وأدباً وحياء، حيث كان الحياء صفة تلازمه في حياته. وبعد دخوله المدرسة توفي والده وهو في سن مبكرة مما جعل والدته تعمل ليلاً ونهاراً لتؤمن له ولإخوته العيش الرغيد واللقمة الحلال. وفي الصف الخامس تعرفت على أحد الأصحاب الذي يكبرني بكثير في السن والحديث هنا للمتعافي (ح.م) الذي يكمل حديثه ويقول: فقد علمني عادة التدخين إما في حمامات المدرسة أو في حصة الرسم. وكنا نهرب كثيراً من المدرسة. وفي يوم من الأيام هربنا من المدرسة واصطحبنا هذا الصاحب.. الساحب إلى مزرعة مجاورة للمدينة تحت ظل الأشجار فجلسنا وبدأنا نفطر وندخن، ثم أخرج من سيارته قارورة كلونيا وبدأ يشرب ويسكب لي، فرفضت ذلك ولكن بعد إلحاح منه شربت كأساً، وبعدها بدأت بالتقيؤ والمغص ، ثم رجعت إلى البيت وحالتي سيئة، ونمت حتى المساء.. وفي الغد خرجت مبكراً إلى المدرسة ولم أحضر الطابور الصباحي بل ذهبت إلى سيارة صاحبي الذي وجدته في السيارة يشرب كمية من الكولونيا، وقال لي ما رأيك بترك المدرسة لهذا اليوم واصطحابك إلى مكان أجمل من أمس.. فذهبنا إلى أحد الأسواق الشعبية حيث قابل أحد الأشخاص المريبين، وأخذ منه كمية من الحبوب عرضها علي رغم جهلي بها ثم توجهنا إلى نفس المزرعة التي شربنا بها بالأمس فشربنا الكولونيا وقد راقت لي وأعطاني حبة بعد إلحاح منه بزعمه أنها تبعدني من الحياء وتعينني على الجرأة والسعادة، فأكلت الحبة ثم رجعت إلى المنزل حيث بدا علي شيء غريب لفت انتباه الأهل بثرثرتي غير المعتادة ومساعدتي لهم في أدق شؤونهم.
فأصبحت يوماً بعد يوم أهرب من المدرسة وأتعاطى الحبوب والشراب ولم تمض فترة حتى طردت من المدرسة.. وبعد مضي سنة من الانحراف والفراغ سجلت في السلك العسكري برتبة جندي، وفي العسكرية بدأت أتعاطى الحبوب الحمراء وذلك في عطلة الأسبوع التي تتخلل أيام الدورة العسكرية وحتى بعد التخرج حيث تم تعييني في المنطقة الغربية وكنا نطلق على الحبوب الحمراء كلمة (البازوكة)، وكذلك قبل عشرين عاماً تقريباً، وفي المنطقة الغربية تعرفت على أحد الأشرار وليس الأصحاب، وقد كان زميلاً لي في قسم التموين حيث كنا نسرق من التموين ونبيعه ونشتري بثمنه المخدرات، وبعد فترة الجرد التي عملت بالقطاع اكتشف الأمر وأحلنا إلى التحقيق والسجن وبعد ذلك رجعت للخدمة وبدأت أترفع في الرتب حتى وصلت إلى رتبة وكيل رقيب، وأثناء هذه الفترة كنت منغمساً في التعاطي والبيع والترويج وفي يوم من الأيام ونحن نخوض في عملية الترويج قبض علينا في عملية ترويج وفصلنا من العمل وحكم عليّ بالسجن سنتين وبالجلد، وبعد فترة السجن خرجت وأخذت حقوقي المالية من القطاع العسكري حيث بلغت أكثر من ستين ألف ريال تزوجت بنصفها مع مساعدة الأهل وتاجرت بالنصف الآخر بالترويج للمخدرات والتعاطي.. وبعد زواجي بفترة سافرت مع أحد الأشخاص إلى المغرب وهناك عرضت علي السيجارة (سيجارة الحشيش) وأثناء السهرة الخبيثة تعاطيت الحشيش وبدأت حياة الانحدار.. وأمضيت في المغرب ثلاثة أشهر أتعاطى فيها بشكل يومي الحشيش والحبوب والمسكرات وبعدها عدت من السفر ورجعت إلى زوجتي التي كانت غاضبة مني لانقطاعي عنها هذه الفترة الطويلة وفي ليلة من الليالي السوداء سهر عندي أخي الأكبر مع أصحابه وكان منغمساً في تعاطي الحشيش والهيروين منذ زمن بعيد، فكنت في تلك الليلة أضيفهم الشاي ولم أتعاط معهم الهيروين بل كنت أتعاطى الحشيش فقط ، وكنت خائفاً من الهيروين لما أسمع عنه من أنه قطار سريع إلى الموت، وبعد السهرة ذهب أخي إلى بيته ونام أصحابه منهمكين عندي بالبيت، بعدما أقنعوني بأن أتعاطى الهيروين عن طريق الوريد وانصعت لإلحاحهم الشديد فتعاطيت الهيروين وسلكت طريق الموت.
ومرضت ذلك الأسبوع كاملاً لدرجة أني في تلك الفترة رزقني الله بمولود ولم أحضر ولادته ولم أتمم له ولم أفرح مع زوجتي بقدومه، وكان هذا الموضوع سبب نزاع شديد بيني وبين زوجتي وأهلها مما اضطرهم إلى طلب الطلاق مني.
وفي يوم من الأيام حضر مرة أخرى أخي الأكبر والذي دائماً يقودني إلى التهلكة حيث سهر عندي مع أحد الأشخاص والذي يملك أموالاً طائلة، وبدأنا معه مشواراً طويلاً مع التعاطي حيث كان هو الممول لنا ويعطينا المال ونحن نؤمن له المادة والمكان ونخدمه في سهراته، قرابة السبعة أشهر وخلال هذه الفترة بدأنا ننصب ونحتال على الناس ونسرق ونعمل ما لا يُعمل لنوفر لنا المادة.. وبعد ذلك أبلغت والدتنا مكافحة المخدرات عن هذا الوضع.
وأدخلنا المستشفى لأول مرة عام 1411هـ تقريباً وبعد خروجنا بأشهر انتكسنا وبدأنا التعاطي من جديد وما أن ساءت حالتنا حتى طلبت والدتنا أحد فاعلي الخير تسفيرنا للخارج للعلاج، وبالفعل تم تسفيرنا إلى دولتين أوروبيتين لننفصل عن بعض وبدأنا مرحلة علاج قاربت السنة والنصف بعدها رجعت إلى الوطن وأنا متعاف ولله الحمد، ولكن لا يزال أخي ورائي ويشدني إلى التهلكة فقد عاد من رحلته العلاجية وهو أكثر تعاطياً وساقني معه إلى التعاطي مرة أخرى.
وأذكر في أحد الأيام ونحن في إحدى الدول العربية أنا وأخي داخل شقتنا نتعاطى الحشيش مع أحد سائقي الأجرة الذي كان يؤمن لأخي البودرة، حيث كان هذا الوضع وهذا الشخص لا يروق لي مما سبب نزاعاً بيني وبين أخي فتشاجرنا بالسكاكين ونحن تحت تأثير المخدر وحدثت عن هذه المشاجرة بعض الإصابات لأخي بقطع يده وتلفيات بالشقة مما ساقنا إلى التوقيف والسجن.
وبعدها مضت قرابة العشر سنوات حافلة بالمغامرات الفاشلة والانحدار ونحن ندخل للمستشفى للعلاج ونخرج ولكن لا نتوب وسبب ذلك هو أن أخي يبدأ بالتعرف علي الآخرين السيئيين وينجر وراءهم ويجرني معهم إلى الهاوية، ولكن الآن أحس بأنني أشفى بإذن الله لو توفرت لي بعض الإمكانيات المعنوية وليست المالية مثل التفاف الأهل حولي.. فهم يئسوا مني وكذلك متابعتي البرامج التي تقدمها المستشفى وأيضاً وأهم شيء هو انفصالي وابتعادي عن أخي الذي دائماً يقودني إلى التهلكة.
وكذلك انفصالي وابتعادي عن أصدقاء السوء والتزامي بالدين الإسلامي الحنيف.

إحصائيات عن المخدرات

إحصائيات عن الخمر والمخدرات
- (( أبلغ مسئول حكومي فرنسي وكالة رويتر الأنباء : أن المشروبات الكحولية هي السبب وراء ( 40 % ) من حوادث المرور سنويا في فرنسا ، أي خمسة آلاف ضحية ) .
- (( ورد في تقرير لجنة مكافحة المخدرات ، أن الولايات المتحدة تفقد سنويا منذ عام ( 1979 ) إلى عام ( 1983 ) ما يزيد عن ( 27000 ) مليون دولار في قطاع الإنتاج وحده ، وتتضمن هذه التقديرات حجم ( الفاقد ) في الإنتاج الضائع ، بسبب نقص قدرة العاملين على الإنتاج ، حسب المعدلات ( المفترضة ) لهم ، بسبب ضعف معدل إنتاج وخدمات الفرد نتيجة : الغياب .. والإهمال .. والسرقات والاختلاسات .. والجرائم الأخرى .. وعدم الانضباط ، وكلها نتيجة لتعاطي هؤلاء الأفراد المخدرات على اختلاف أنواعها )) .
- (( في إحصائية خطيرة ... للمقارنة بين معدلات الإنتاج للولايات المتحدة ، وغيرها من الدول الصناعية الكبرى ، تتضح لنا الصورة التي تعتبر مقياسا الانحدار ، الذي هوت إليه الاستراتيجية الشاملة ، للمجتمع الأمريكي بالنسبة لباقي المجتمعات :
1- فقد كانت نسبة المدخنين للحشيش ( المارجوانا ) من البالغين من سن ( 18 – 25 سنة 1962 ) لا تتجاوز ( 4% ) من مقدار المجتمع ، فبلغت ( 64 % عام 1982 ) .
2- وبالنسبة لمن تعاطوا الكوكايين في المدة نفسها زادت من نصف مليون إلى ( 22 ) مليونا لمن زادت أعمارهم عن ( 26 ) سنة .
3- وكانت الزيادة في الإنتاج الأمريكي في كل القطاعات ، بصفة عامة بين عام ( 1967 – 1981 بمعدل 39% ) ، بينما بلغت نسبة الزيادة في الإنتاج باليابان للفترة نفسها ( 209% ) وفي فرنسا ( 90% ) للفترة نفسها . وفي بريطانيا ( 57% ) ، وهذا يبين بوضوح الفوارق بين معدل أمريكا ، ومعدل اليابان ، التي تعتبر فعلا المنافس الحقيقي للولايات المتحدة في المجال الاقتصادي العالمي .... رغم كل ما تحظى به الولايات المتحدة من تفوق علمي كبير )).
- (( كما ورد في الإحصاءات الأمريكية أن ( 32% ) من حجم القوى العاملة الأمريكية ، تتعاطى المخدرات المختلفة ، ( وهذا بخلاف من يعاقرون الخمر )، وأن حجم تجارة الهيروين ، والكوكايين ، والحشيش تزيد على ( 90000 ) مليون دولار ، وهذا بخلاف حجم الخسائر الناتجة عن تراخي ، وغياب ، وإهمال العمال في إنتاجهم وخدماتهم )) .
- (( تؤكد السجلات الرسمية السعودية ، أن مستخدمي المخدرات يدفعون أكثر من ( 60% ) من دخلهم للحصول عليها ، وتزداد في كثير من الأحوال ، حتى تصل إلى ( 90% ) عند حالة الإدمان للحصول عليها )) .
- (( بين كل عشرة أطباء أمريكيين ، يوجد طبيب يدمن الخمر .... وهناك مالا يقل عن أربعة آلاف طبيب في الولايات المتحدة ، يتعاطون الكوكايين والأفيون وأنواعا أخرى من المخدرات إلى حد الإدمان ... هذه هي الحقيقة المؤلمة التي كشف عنها المؤتمر السادس للاتحاد الطبي الأمريكي )) .
- (( في الولايات المتحدة وحدها هناك أكثر من عشرة ملايين مدمن على شرب الكحول )) .
- يواجه البوليس الياباني معضلة كبيرة ، يبدو أنها أكبر من طاقته ، تلك هي الاستعمال المتزايد للعقاقير المخدرة بين الأحداث ، وربات البيوت ، والرجال العاديين . ويستفاد من التقرير السنوي لوكالة البوليس القومي ، أن عدد ربات البيوت اللواتي تعاطين المخدرات ، قد أصبح ثلاثة أضعافه خلال السنوات الثماني الماضية ، وهذه النسبة تبعث على القلق البالغ )) .
- (( عدد مدمني الكوكايين في الولايات المتحدة الأمريكية ، يصل إلى عشرة ملايين مدمن )) .
- (( يعتقد أن هناك حوالي ( 10 ) ملايين مدمن للخمر في الولايات المتحدة وهم مسئولون عن أكثر من ( 20 ) ألف حالة وفاة ، نتيجة حوادث المرور كل عام ، وهم يشكلون تقريبا نصف المقبوض عليهم ، المشتبه في ارتكابهم جرائم العنف .... وهناك كذلك ( 25 ) ألف حالة قتل وانتحار بسبب سوء استخدام الكحول ))

أسباب تعاطي المخدرات

تأثير الأصدقاء :
لا شك أن للأصدقاء والأصحاب دوراً كبيراً في التأثير على اتجاه الفرد نحو تعاطي المخدرات ، فلكي يبقى الشاب عضواً في الجماعة فيجب عليه أن يسايرهم في عاداتهم واتجاهاتهم . فنجده يبداً في تعاطي المخدرات في حالة تعاطيها من قبل أفراد الجماعة ، ويجد الشاب صعوبة في إتقان تعاطي إيقان تعاطي المخدرات ( حتى ولو حاول ذلك ) . من أجل أن يظل مقبولا بين الأصدقاء ، ولا يفقد الاتصال بهم .
وقد بينت إحدى الدراسات أن الشباب يحصلون على المخدرات من أصدقائهم الذين في مستوى سنهم ، إن التناقض الذي يعيشه الشاب في المجتمع قد يخلق لديه الصراع عند تكوينه للاتجاه نحو تعاطي المخدرات فهو يجد نفسه بين مشاعر وقيم رافضة وأخرى مشجعة وعندما يلجاً إلى الأصدقاء الذين لهم ثقافة تشجع المتعاطي فإن تورطه في مشاكل التعاطي والإدمان على المخدرات تكون واردة .
إن ظاهرة التجمع والشلل بين الشباب من الظواهر السائدة في المجتمعات العربية ، وهذا ما يلاحظ في تجمع الشباب في الشوارع والأندية ، والرحلات الأسبوعية ، والتجمع الدوري في بيوت أحد الأصدقاء والسهرات في ليالي الجمع وفي العطلات الرسمية ، وهذه التجمعات كثيراً ما تؤثر على سلوك الأفراد سواء بالإيجاب أو بالسلب - إن مجاراة الأصدقاء عامل من العوامل الرئيسية في تعاطي المخدرات ، وقد يكون السجن قصداً للصحبة السيئة فعند إيداع الشاب المنحرف وغيرهم وتتأصر علاقته بهم حتى بعد خروجه من السجن حيث يشكلون صحبة جمعها السلوك المنحرف ويبدأ في الانغماس في تناول المخدرات ، أو الاتجار فيها - ومما يساعد على ذلك عدم تقبل المجتمع للشخص المنحرف وصعوبة الانخراط مع الأسوياء وحتى الأهل يكون موقفهم سلبياً في بعض الأحيان حفاظاً على سمعتهم ومكانتهم بين الناس ، ولا يجد الشاب أمامه إلا طريقاً واحداً وهو جماعات السجن التي تتقبله بصدر رحب وتشعره بالاستحسان والرضا .
* تأثير الأسرة :
تقوم الأسرة بدور رئيسي في عملية التطبع الاجتماعي للشباب فهي الجماعة التي يرتبط بها بأوثق العلاقات وهي التي تقوم بتشكيل سلوك الفرد منذ مرحلة الطفولة ، ويمتد هذا التأثير حتى يشمل كل الجوانب الشخصية ، وتدل معظم الدراسات بما لا يدع مجالاً للشك أن الشباب الذين يعيشون في أسرة مفككة يعانون من المشكلات العاطفية والاجتماعية بدرجة أكبر من الذين يعيشون في أسر سوية ، وأن أهم العوامل المؤدية إلى تفكك الأسرة هي الطلاق أو وفاة أحد الوالدين أو عمل الأم أو غياب الأب المتواصل عن المنزل - كما أن إدمان الأب على المخدرات له تأثير ملحوظ على تفكك الأسرة نتيجة ما تعانيه أسرة المدمن من الشقاق والخلافات لسوء العلاقة بين أفرد المدمن وبقية أفراد الأسرة .
ويعتقد بعض الباحثين أن هناك صفات مميزة للأسرة التي يترعرع فيها متعاطو المخدرات وأن أهم الصفات التي تتميز بها هذه الأسرة عدم الاستقرار في العلاقات الزوجية وارتفاع نسبة الهجر ، ويعتبر الطلاق من العوامل المسببة للتصدع الأسري وجنوح الأحداث - لأن الطلاق معناه بالنسبة للحدث الحرمان من عطف أحد الوالدين أو كليهما والحرمان من الرقابة والتوجيه والإرشاد السليم .
وفي الأرجنتين أجريت دراسة على ( 1000 ) حالة من الأحداث لمعرفة تأثير الأسرة على الإدمان على المخدرات ، وأوضحت الدراسة أن نسبة كبيرة من الأحداث قد تعرفوا على العقاقير المثيرة للنفس عن طريق تعاطي العقاقير الطبية التي يصفها الطبيب لأحد أفراد الأسرة أو التي تتعاطاها الأم من تلقاء نفسها ، ووجد أن الإسراف في استهلاك هذه العقاقير يشكل قاسماً من عادات الأسرة مما يؤدي إلى اكتساب الأبناء عادة تعاطي هذه العقاقير لأغراض مختلفة .
وتؤثر الرقابة الأسرية وبخاصة وجود الأب بدوره على انحراف الشباب نحو تعاطي المخدرات ، فهي تقلل من فرص احتكاكهم بالجماعات المنحرفة - كما تساهم في توجيههم وإرشادهم ، ونجد أن تعاطي المخدرات ينتشر بين أوساط الشباب التي تكون رقابة الوالدين ضعيفة أو معدومة .
* ضعف الوازع الديني :
إن موقف الإسلام من تحريم الخمر والمخدرات صريح وواضح فمن المبادئ الأساسية في الإسلام الابتعاد عن كل ما هو ضار بصحة الإنسان ، وأن تعاطي المخدرات يؤدي إلى مضار جسيمة ونفسية واجتماعية للمتعاطي - ويقول الله تعالى : ( ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة ) .
إن الشخص المؤمن والملتزم بشريعة الله لا يمكن أن يقدم على تعاطي هذه المواد التي تسبب خطراً على صحته وعلى أسرته - يقول شيخ الإسلام إبن تيميه : ( أن الحشيشة تورث مهانة آكلها ودناءة نفسه وانفتاح شهوته ما لا يورثه الخمر ففيها من المفاسد ما ليس في الخمر ، وإن كان في الخمر مفسدة ليست فيها وهي الحدة ) .
فهي بالتحريم أولى لأن ضرر آكل الحشيش على نفسه أشد من ضرر الخمر ، وضرر شارب الخمر على الناس أشد إلا أنه في هذه الأزمان لكثرة أكلة الحشيشة صار الضرر الذي فيها على الناس أعظم من الخمر وإنما حرم الله المحارم لأنها تضر أصحابها - وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( كل مسكر خمر وكل مسكر حرام ) - وهذه مسكرة ولو لم يشملها لفظ بعينها لكان فيها من المفاسد ما حرمت الخمر لأجلها مع أن فيها مفاسد أخرى بغير مفاسد الخمر توجب تحريمها ، وقد أخرج أبو داود وأحمد عن أم سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( نهى عن كل مسكر ومفتر ) وقيل المفتر الذي يحدث في الجسم فتوراً وتراخياً وضعفاً . والمعروف أن جميع المخدرات تحدث هذه الأضرار في الجسم ، ويقول الإمام المحق إبن القيم : ( أن الخمر يدخل فيها كل مسكر مائعاً كان أو جامداً أو عصيراً أو مطبوخا فيدخل فيها الحشيش والأفيون لأن كله خمر داخل في عموم قوله صلى الله عليه وسلم : ( كل مسكر خمر وكل مسكر حرام ) ، وصح عن أصحابه رضي الله عنهم الذين هم أعلم الأمة بخطابة ومراده بأن الخمر ما خامر العقل - سلمنا الله من كل مكروه ، وهدانا إلى طريق الحق ، إنه نعم المولى ونعم النصير ....
التصدع الأسري وعلاقته بالانحراف
* يشير عدد من الدراسات الاجتماعية التي تناولت العلاقة بين الوضع الأسري لمن وقعوا في براثن المخدرات وبين التصدع الأسري ، إلى أن كثيراً ممن تجاوبا مع أغراء المخدرات كانوا يعانون من عدم الاستقرار الأسري . مما يؤكد أن هناك علاقة وطيدة بين عدم الاستقرار الأسري والاستجابة للمخدرات .
فلقد بينت دراسة حول ( انحراف الأحداث في الوطن العربي ) أن ( 49% ) من الأحداث المنحرفين الذين مارسوا فعلا منحرفا ، وقدموا لمحاكم الأحداث واصدرات بحقهم أحكام ، كانوا يعيشون في أسر متصدعة . وقد اتضح أن ( 27 % ) من هؤلاء تصدعت أسرهم لأسباب وظروف قهرية خارجة عن نطاق الأبوين ، وتمثلت بوفاة أحد الوالدين أو كليهما .( 25,6 % ) كانوا ينتمون لأسر تصدعت بسبب الطلاق ، و ( 23,6 % ) ينحدرون من أسر غاب فيها أحد الوالدين ، و ( 23,6 %) أيضا تصدعت أسرهم لأسباب أخرى متعددة .
وقد اتضح من نتائج الدراسة الميدانية التي أجريت على انحراف الأحداث الذكور في الوطن العربي ، أن هناك علاقة بين نوعية التصدع ونوعية المخالفة ، فالمنحرفون من أبناء الأسر التي تصدعت قهريا بوفاة أحد الوالدين أو كليهما ، وخاصة تلك التي تصدعت بسبب وفاة الأم تمثلت انحرافاتهم بالآتي : لقد مارس ( 62,5 % ) منهم مخالفات تتعلق بالسرقة تلتها على التوالي مخالفات التشرد ، والمشاجرات التي تتسم بالعنف . أما المخالفات التي أرتكبها المنحرفون من أبناء الأسر المتصدعة بالطلاق فقد تبين أن ( 79% ) منهم ارتكب مخالفات سرقة تلتها بنسب متساوية المخالفات الأخلاقية والقتل والتشرد ، في حين أن ( 46% ) من الأحداث المنحرفين المنحدرين من أسر تمزقت بسبب الغياب الدائم أو الطويل الأمد المتكرر لكلا الوالدين أو أحدهم وعلى وجه التحديد الأب ، فقد تمثلت انحرافاتهم بهتك الأعراض واللواط والمخدرات .
والدراسة السابقة ودراسات أخرى غيرها كثير تؤكد بجلاء أن انهيار الروابط الأسرية خلق أوضاعا غير طبيعية عاني الأطفال كثيراً من نتائجها ، فقدوا الأمان والاستقرار والتوازن العاطفي والنفسي ، إلى جانب حرمانهم إما من أب قدوة يهيئ لهم الموارد الضرورية لتنشئتهم وتعليمهم ، ويغذي شخصياتهم بالقيم والمعاني والقوانين التي تعينهم على العيش في المجتمع ، أو من أم ترضعهم أسس المحبة والعطف والحنان ، وبكل الأحوال يحرم الأطفال من تربية متزنة وتنشئة اجتماعية سليمة تعدهم لأن يمارسوا حياتهم بشكل طبيعي .. ولقد ثبت من تلك الدراسات أيضاً بأن ليس مؤكدا أن يكون كل أبناء الأسر المتصدعة حكم عليها بأن يكونوا منحرفين .
ولعل من العوامل المهمة التي تساعد على الوقاية من مشكلات التصدع الأسري وما يترتب عليه من نتائج وخيمة أن يكون هناك سعي جاد لتقوية المؤسسات الاجتماعية التي تحتضن هؤلاء الذين عانوا من التصدع الأسري سواء بالإيواء الكامل أو الإرشاد النفسي والاجتماعي ، وحثهم للقيام بمسؤولياتهم تجاه المجتمع الذي يعيشون فيه ، مع التأكيد على أن تسعى هذه المؤسسات إلى أن تغرس فيهم أنهم أفراد أسوياء قادرين على التفاعل مع مشكلاتهم وتجاوزها لتحقيق أهدافهم السامية لأنفسهم ومجتمعهم .
ولابد أن تسعى هذه المؤسسات أيضاً إلى توجيه هؤلاء الصغار نحو السلوكيات الحسنة ، والسعي لاكتشاف الاستعداد للانحراف لدى هؤلاء مبكراً والتعامل معه على أنه مشكلة يجب علاجها بأساليب تربوية واجتماعية بعيداً عن القسوة واتخاذ سياسة العزل عن المجتمع الذي يعيشون فيه .
أيضاً لابد من الإشارة إلى ناحية مهمة في هذا الجانب وهي تقوية ثقة هؤلاء بنفسهم وتشجيعهم والتأكيد على أن كثيراً من المبدعين والمتفوقين تاريخيا عانوا من فقد أحد الأبوين في مرحلة من مراحل حياتهم .
وأخيراً لابد من الإشارة إلى أن الأسرة تعد هي خط الدفاع الأول للوقاية من المخدرات ، لذا علينا تقويتها والسعي إلى دراسة أسباب التصدع الأسري ، وحماية من يتعرضون لمشكلات تهدد بالتصدع الأسري ، من خلال دمجهم في النشاطات الجماعية التي تتمثل في المدرسة أو المجتمع المحيط بهم ، لاكتشاف مهاراتهم والتعرف على قدراتهم واكتشاف مواهبهم ، ليمكن من خلال هذه الأنشطة الجماعية صقلها وتشجيعهم على الاهتمام بها مما يساعد على انشغالهم المفيد في مجتمعهم ، يضاف إلى ذلك السعي لتعويد هذه الفئة على نمط أسلوب في حياتهم اليومية مماثل لما تعودوا عليه أثناء وجود الأسرة ،وذلك لإشعارهم بأن الوضع لم يتغير وأن الحياة ستكون طبيعية ما داموا هم حريصون على ذلك .
بقلم : د / عبد المحسن سعد الداود .
المخدرات آفة المجتمعات
التعاطي غير المشروع لهذه المخدرات ظاهرة شائعة في معظم انتحاء العالم ولعل ذلك يشير بوضوح إلى الخلل في القيم والأنظمة الاجتماعية لتلك المجتمعات
وعلى الرغم من أن خطورة مشكلة المخدرات تستهدف المجتمع بجميع فئاته العمرية والاجتماعية إلا أن خطورتها الحقيقة تمكن في أستهدفها لفئة الشباب بالذات مما ينعكس سلباً على كافة النواحي المتعلقة بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية
ولقد أكدت معظم الدراسات والبحوث الميدانية والأكاديمية على أن تعاطي المخدرات هو نقطة البداية لكثير من الجرائم بل أنها تقود ضحيتها بالتأكيد إلى ارتكاب جريمة السرقة والاعتداء على الغير بهدف الحصول على ثمن تلك السموم
وعلى الرغم من أن الانتشار في الوطن العربي لم يصل إلى حد الظاهرة المخفية الذي وصلت إليه هذه المشكلة في المجتمعات كثيرة إلا أن الأجهزة الأمنية العربية وعلى رأسها مجلس وزراء الداخلية العرب قد بادرت إلا مجابهة هذه الظاهرة أيمانا منها بأهمية الوقاية المبكرة تفادياً لما قد ينتج عنها من آثار تنعكس على المجتمع كله
ولقد عملت أكاديمية نايف العربية للعلوم الأمنية بصفتها الجهاز العلمي لمجلس وزراء الداخلية العرب على إقامة مناشط علمية كثيرة في إطار مكافحة المخدرات وشملت هذه المناشط الحلقات العلمية وبرامج التدريب المتقدم لرجال الأمن العرب المتخصصين في مجال مكافحة المخدرات إضافة إلى المحاضرات الثقافية ، والمشاركات العملية في الندوات والمؤتمرات التي تعقد لدراسة هذه الظاهرة وسبل الوقاية منها في العالم العربي وغيره من بلدان العالم
إن الإنسانية وهي تحتفي باليوم العالمي لمكافحة المخدرات قد تنبهت و أدركت حقيقة هذا الداء الوبيل وما يشكله من خطورة شديدة تنتهي بالفتك والتدمير بالمجتمعات مما يستلزم التحالف والتكاتف والعمل على التوعية حرصاً على المصير المشترك للشعوب والتي من ضمنها شعبنا العربي
ولعل في هذه المناسبة تذكير لجميع المسؤولين في الميدان الأمني والاجتماعي والإعلامي والمؤسسات التربوية والدينية بضرورة تكاتف الجهود وترسيخ التعاون للحد من هذه الآفة القاتلة ، إذ أنه من دون هذا التعاون والتكاتف لن تقف هذه الآفة عند حد
بقلم د. جمعان أبا الرقوش
مساعد رئيس أكاديمية نايف العربية للعلوم الأمنية
المخدرات خطر يهدد الأسرة- إنهم يتربصون بك
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين
وبعد ..
انظر حولك .. لا تنظر بعينك بل انظر بعقلك وقلبك .. إن حولك من ينظر إليك نظرة استخفاف .. أنه لا يحترم فيك إنسانيتك وحياتك وعقلك .. فهو إنما يريدك عبداً له يجدك تحت يده متى أرادك .. إنه وضع مخزي لا يقبله إنسان عاقل .. فهل ترضاه لنفسك ؟
إنها فقط حبة واحدة أو شمه للتجربة أو حقنة ، سيعطيك الأولى هدية وسيقول لك إنه يحبك ويستدرجك باسم الصداقة باسم الحب باسم الحرص على مصلحتك ولكن إلى أين .. إنه يستدرجك للسقوط في الهاوية في مصيدة المخدرات ‍‍!!
أخي أحذر .. أختي احذري تخيل نفسك وقد سقطت تتلوى لم تعد تسيطر على نفسك .. قيء .. إسهال .. مغص .. صداع شديد و .. كل ذلك من أجل حبة مخدر .. تخيل وأنت بهذا الوضع وذلك الصديق أو الحبيب الذي أعطاك أول حبة يضحك عليك وهو يشعر بالسرور لسيطرته عليك لقد حصل على خادم جديد .. ضمن الحصول على ما تملكه من مال .. ليس ذلك فقط بل سيدفعك لتسرق من أجله ومن أجل تلك الحبة الملعونة .. تأكد أن استمرارك وخضوعك سيعني تخليك عن إنسانيتك ... عن مالك .. عن عرضك .. عن كرامتك ، فهل تقبل بهذا الوضع ؟
أخي.. أختي
أحذر .. التدخين خطوة نحو عالم الإدمان عالم الذل والهوان .
أحذر .. الرفقة السيئة والفاسدة أقصر طرق الدخول للمخدرات .
أحذر .. من تناول حبة أو دواء لا تعرف مصدره أو بغير وصفة طبية .
أحذر .. ممن يدعي صداقتك وحبك فصديقك من صدقك .
أحذر .. من الإغراء المادي لتجار المخدرات فإن أموالهم حرام ، و " أيما جسد نبت من حرام فالنار أولى به " .
أحذر أن تتهاون فالطريق الطويل بدايته خطوة وطريق الإدمان بدايته حبة.
أحذر .. واتق الله وحافظ على الصلاة فإنها حصن للمسلم ، يقول الرسول r "احفظ الله يحفظك ".
أخي.. أختي.. والله إني أحبك في الله وإني حريص على مصلحتك ، وأسأل الله يحفظك من شر نفسك وشر خلقه، وأن يرد عنك كل ذي شر من خلقه سواء كان تاجر مخدرات أو غيره.

أنواع المخدرات

يمكن تصنيف المخدرات وفقا لما يلي :
أولاً : وفقا لمصدر المادة التي حضرت منها :
- مخدرات طبيعية ( من أصل نباتي أو حيواني ).
- مخدرات نصف مشيدة ( المادة الأساسية في هذا النوع من أصل طبيعي ) .
- مخدرات مشيدة ( ناتجة عن تفاعلات كيميائية معقدة ولا دخل للمواد الطبيعية في تركيبها ) .
ثانياً : وفقا لتأثيرها على الجهاز العصبي المركزي للشخص المتعاطي ، وبالتالي تأثيرها على نشاطه العقلي وحالته النفسية حيث تنقسم إلى
- مثبطات ( مهبطات ) .
- منشطات ( منبهات ) .
- مهلوسات ( مؤثرات عقلية ) .
يوجد عدة تصنيفات مختلفة للمخدرات وتختلف هذه التصنيفات " باختلاف معايير التقسيم ومن اشهر هذه المعايير : الأصل، التأثير ، خصائص الإدمان، اللون، الأصل والصلابة والنظام الدولي للرقابة". ( عيد ، 1408 هـ : 132 )
وخروجا من هذه الاختلافات فان المعيار الذي نراه مناسبا والمعمول به في هذه الدراسة هو معيار خصائص الإدمان، وتنقسم المخدرات طبقا لهذا التقسيم إلى المجموعات التالية :
1. مجموعة الحشيش وتشمل مستحضرات نبات كنابيس ساتيفا.
2. مجموعة مركبات الأفيون، وتشمل الأفيون والمورفين والهيروين، وكذلك العقاقير المصنعة كيمائيا ذات التأثير المشابه لتأثير المورفين مثل الميثادون.
3. مجموعة الكوكائين، وتشمل الكوكائين وأوراق نبات الكوكا.
4. مجموعة القات، وتشمل مستحضرات نبات كاتا ايديوليس.
5. مجموعة الامفيتامينات مثل امفيتامين وديكسامفيتامين وميثامفيتامين.
6. مجموعة الباربيتيورات مثل الباربيتورات وبعض العقاقير الأخرى ذات التأثير المسكن مثل المثاكوالون.
7. مجموعة المواد المسببة للهلوسة مثل أل(( ل . س . د )) والميسكالين. ( عيد، 1408هـ : 134 – 135
الحشيش
الحشيش ( القنب المواريهوانا )
الحشيش :
الحشيش أكثر المخدرات انتشاراً في العالم ويطلق اسم الحشيش على النبات وعلى الراتنج آي إفراز القمم المزهرة لنبات القنب والسطح العلوي لأوراقه وعلى أطراف النبات المورقة والمزهرة وهي تشبه في مظهرها التبغ ولكن لونها يميل إلى الاخضرار أكثر من اللون البني .
ولبنان مصدر من مصادر إنتاج الحشيش الذي يمتاز بجودته واحتوائه على نسبة كبيرة من العنصر الفعال تتراهيد روكنابينول THC وتتركز زراعة الحشيش في وادي البقاع . ويحصد نبات القنب ( الحشيش ) بعد اكتمال نضوجه ويربط حزماً تجفف في الشمس وعندما يجف تتساقط منه ذرات الحشيش ( الراتنج ) كما يمكن جمع الراتنج أثناء فترة تزهير النبات عن طريق كشطه من سطح الأوراق العليا للنبات . وقد تترك ذرات الحشيش على شكل مسحوق ويسمى بوردة الحشيش ويتراوح لون المسحوق بين البني الفاتح والأخضر وبين البني الغامق والأسود . ثم ينقل النبات إلى مكان نظيف محكم الغلق تغطى حوائطه وجدرانه بقماش أبيض ويقوم عمال مدربون بضرب النبات بالعصا فتفصل سيقان النبات عديمة الفائدة ويتطاير في الغرفة غبار الحشيش الهبو ، أما ما يتبقى بعد فصل السيقان عديمة الفائدة فيدق ويغربل في غرابيل ذات عيون خاصة وينزل من الغرابيل ذات العيون الضيقة الحشيش الأكثر جودة وينزل الحشيش الأقل جودة في العيون الواسعة . ثم يكبس الحشيش بمكابس خاصة ويغلف بقماش وتسمى طرب الحشيش طرب كبس رقم (1) وطرب كبس رقم (2) وطرب كبس رقم (3) حسب الجودة والطربة قد تكون 2ك وقد يكون كيلوا واحداً وقد تكون ربع ك ، أو ثمن ك ، سدس ك ، واحد على عشر ك .
والحشيش إما أن يكبس على شكل كتل أو يمزج مع الشمع على شكل ألواح مثل الحشيش المغربي والحشيش الباكستاني ، وفي المغرب يعرف الحشيش باسم ( كيف ) وفي الهند وباكستان باسم شاراس ، والحشيش السائل ويسمى في أوساط تجار المخدرات والمدمنين زيت الحشيش ، وهو شكل مصنع بطريقة غير شرعية لخلاصة القنب ويتم تحضيره باستخدام التبخر والتكثيف وهو مادة لزجة لونها أخضر قاتم ولها قوام القار ولا تذوب في الماء وتغدو أكثر كثافة إذا تعرضت للهواء . وقد أدرج الحشيش تحت الرقابة الدولية بناء على اتفاقية المؤتمر الثاني للأفيون التي وقعت في جنيف ( فبراير 1925 م ) .
المار يهوانا ( البانجو ) :
عندما تقل نسبة العنصر الفعال THC في نبات القنب لا يمكن الحصول على راتنج الحشيش منه كما لا يمكن تجفيف النبات وصنع طرب وكتل وألواح الحشيش منه . وفي هذه الحالة تجمع أوراق النبات وتجفف وتلف أو تدق وتسمى الماريجوانا أو المار يهوانا أو ( البانجو ) .
وفي الولايات المتحدة الأمريكية تلف أوراق النبات على شكل سيجارة وتدخن في تجمعات الهيبز ويطلق على الماريجوانا أسماء كثيرة ففي جنوب أفريقيا بانج ، وفي شمال أفريقيا ديامبا وريامبا ، وفي روسيا أنا شكا ، وفي الولايات المتحدة الأمريكية ماريوانا وجيغو وماري وارنر وموجلس ديفرز ، وفي البرازيل ليمبا ، وفي المكسيك روز ماريا .
وقد مكنت التقنية الحديثة من زراعة المار يهوانا في المحميات المغلقة وعلى المسطحات المائية بالإضافة إلى تجويد إنتاجها وتنتشر في الولايات المتحدة الأمريكية مزارع صغيرة لزراعتها للاستخدام الشخصي ، كما تنتج المار يهوانا في نيجيريا وغانا وفي أفريقيا وفي كولومبيا في أمريكا الجنوبية ، وتمكن الزراعة في المحميات المغلقة والزراعة المائية من زراعة الحشيش ثلاث أو أربع مرات في السنة
وفي مصر حيث يوجد في الصعيد والدلتا أقل أنواع الحشيش جودة يصنع شكل آخر من الحشيش يختلف عن الراتنج والمار يهوانا فبعد تجفيف أوراق نبات وزهوره وفركها تغلى في ماء ساخن وتكون كوراً صغيرة تسمى فوله . وقد انتشر في مصر مؤخراً زراعات الحشيش في جبال سيناء وتبين أن البانجو السيناوي أكثر جودة من البانجو السوداني لذا حل محله في مصر .
الحشيش وأضراره
يسبب تعاطي الحشيش تشويش إدراك الحس للزمان والمكان واختلالاً في الوظائف العقلية كما يولد إحساساً خاطئاً بالقدرة على التفكير الثاقب والخلق والإبداع وتعاطيه يسبب الاعتماد النفسي وقد يسبب الاعتماد الجسمي أيضاً وفي بعض الأحيان يؤدي التعاطي إلى الموت أو الجنون . وبالإضافة إلى ذلك فإن تعاطي الحشيش يشكل نقطة انطلاق نحو تعاطي عقاقير أكثر خطورة مثل الهيروين والكوكايين والمؤثرات العقلية من منشطات ومهبطات وعقاقير هلوسة وأحياناً يحدث أن يقوم متعاطي الحشيش بقتل أمه أو أبيه أو أبنه أو أبنته أو زوجته أو أخيه أو أخته .
القنب :
نبات القنب
نبات القنب نبات أحادي الجنس أي توجد نباتات مذكرة ونباتات مؤنثة . وقد وجد في بعض الدول نبات يحمل الأزهار المذكرة والمؤنثة معاً . وهو نبات شجيري شديد الرائحة ينمو برياً في مناطق كثيرة من العالم وهو نبات حولي يندر أن توجد منطقة في العالم لا ينمو بها أو لا يمكن زراعته بها . ويبلغ طول النبات من 30 سم إلى 6 أمتار و أوراقة ضيقة وشرشرة وتتجمع على شكل مروحي والأوراق لمعة ولزجة وسطحها العلوي مغطى بشعيرات قصيرة . ويستخرج راتنج الحشيش من الأطراف المورقة والمزهرة لنبات القنب المذكر والمؤنث على حد سواء وهذا يخالف ما كان سائداً في الماضي من أن الراتنج لا يستخرج إلا من نبات القنب الأنثى .
الخشخاش ( الأفيون )
السم الأسود - أبو النوم
* المورفين
* الهيروين
أ- نبات الخشخاش :
نبات الخشخاش هو المصدر الذي يؤخذ منه الأفيون وهو نبات حولي يبلغ ارتفاعه من 2 إلى 4 أقدام ينتج أزهار ذات أربع بتلات قد تكون بيضاء أو قرمزية أو حمراء أو بنفسجية أو أرجوانية ولكن اللون الأكثر شيوعاً هو اللون الأبيض . وللنبات رأس أو كبسولة ذات استدارة غير منتظمة تبدو بيضاوية الشكل من القمة إلى القاع ويتراوح حجمها عند النضج بين حجم حبة الجوز وحجم البرتقالة الصغيرة وتحتوي الكبسولة على بذور النبات .
أم مناطق زراعة الخشخاش المثلث الذهبي ( تايلاند ، لاوس ، ميانمار " بورما " ) والهلال الذهبي ( باكستان ، أفغانستان ، إيران ) والممر الذهبي ( دول آسيا الوسطى ) ، المكسيك ، الهند ، لبنان ، كولومبيا ، وقد زادات المساحات المنزرعة بالخشخاش في البلد الأخير على حساب زراعة نبات الكوكا في كولومبيا ، وتبدأ الدورة الزراعية للنبات في أواخر الصيف وبعد ثلاثة أشهر ينضج النبات المكون من سيقان خضراء يعلوها زهور الخشخاش ثم تسقط الأوراق لتظهر الكبسولة ، والأفيون هو العصير المتخثر لثمرة خشخاش الأفيون ( الكبسولة ) ويخرج منها إفراز له شكل الحليب وعند ملامسته للهواء يصبح أكثر تماسكاً ويتحول لونه إلى اللون البني الداكن ثم يسقط من على الكبسولات ويجمع في أوعية خاصة وعندئذ يكون شكله كشكل العسل الأسود وفيما بعد يزداد جفافه ويصبح أدكن لوناً ، والأفيون يشكل على هيئة كتل أو أصابع
والأفيون هو أول مخدر وضع تحت الرقابة الدولية بناءً على معاهدة الأفيون المبرمة في لاهاي بتاريخ 13 يناير 1912 م والتي دخلت حيز التنفيذ في 10 يناير 1920 م .
ب - المورفين :
المورفين هو العنصر النشط في الأفيون وقد تم اكتشافه في أوائل القرن التاسع عشر ، ولكن لم ينتبه للمورفين إلا بعد أن أعاد اكتشافه وأعطاه اسمه عالم ألماني 1817 م ويقال إن المورفين منسوب إلى مورفيوس اله الأحلام في أساطير الإغريق .
وتستخلص قاعدة المورفين من الأفيون باستعمال بعض المواد التي تحتوي على الجير الحي مع الماء والتسخين وكلوريد الأمونيا ثم جهاز الترشيح ، كما يمكن استخلاصه مباشرة من ساق نبات الخشخاش ومن كبسولة الخشخاش التي لم يؤخذ منها الأفيون بعد تجفيفها ، ويتراوح لون قاعدة المورفين بين الأسمر والبني الغامق .
أما قلويدات الأفيون فهي المورفين على شكل أملاح وهذه الأملاح عديمة اللون على شكل مسحوق أبيض متبلور وقد تكون على شكل أقراص وقد تذاب تلك الأملاح وتعباً في الحقن .
ج - الهيروين :
أكتشف الهيروين في الربع الأخير من القرن التاسع عشر ، وقد أنتجته شركات باير وطرح تجارياً كدواء غير أن أثاره ما لبثت أن ظهرت وتوقف الأطباء عن وصفه كعلاج . وقوة الهيروين تتراوح بين أربعة أمثال وعشرة أمثال المروفين .
ويستخدم حامض الخليك الثلجي أو كلورور الأستبل في استخراج الهيروين من قاعدة المروفين . وأول دولة ظهرت فيها مشكلة تعاطي الهيروين هي الولايات المتحدة الأمريكية وثاني دولة هي مصر في الفترة بين الحربين العالميتين الأولى والثانية ثم أصبحت الصين بعد ذلك مركزاً لإنتاجه وتعاطيه . ومناطق إنتاج الهيروين هي مناطق إنتاج الأفيون بالإضافة إلى مناطق لا تنتج الأفيون ولكن بها معامل لتحويله إلى الهيروين . ومن أهم مناطق تحويل الأفيون إلى الهيروين المنطقة الحدودية بين باكستان وأفغانستان .
وقاعدة الهيروين الجافة مادة صلبة يمكن تحويلها إلى مسحوق بتفتيتها بين الأصابع ويتراوح لونها بين الرمادي الشاحب والرمادي الغامق أو البني الغامق ويطلق على قاعدة الهيروين هيروين رقم (2) ، أما الهيروين رقم (3) فيوجد على شكل حبيبات وتتراوح ألوانه بين البني الفاتح والبني الغامق . والهيروين النقي مسحوق دقيق أبيض ويوجد في المكسيك هيروين أسود يسمى هيروين القطران الأسود .
والهيروين أكثر العقاقير المسببة للإدمان والمحدثة للموت في العالم العربي . ويؤدي تعاطيه إلى الإدمان والاضطرابات النفسية وتليف الكبد والإصابة بالغرغرينة وبالتالي إلى بتر أحد القدمين أو اليدين كما يؤدي أيضا إلى نقل مرض الإيدز والوفاة
الكوكا
الكوكا :
شجيرة ذات أوراق دائمة شجيرة الكوكا الحمراء تزرع في بيرو وبوليفيا وكولومبيا وأنحاء أخرى من أمريكا الجنوبية ، فهي لا تنمو إلا في مناخ تتراوح درجة الحرارة فيه من 15 إلى 20 درجة مئوية . وتنمو الشجيرة حتى يصل ارتفاعها إلى متر ونصف ( خمسة أقدام ) وأوراقها ناعمة وبيضاوية الشكل وتنمو في مجموعة من سبعة أوراق في الجذع الواحد .
الكوكايين :
أكتشف الكوكايين في منتصف القرن التاسع عشر وهو مسحوق ناعم الملمس بلوري أبيض اللون عديم الرائحة يشبه ندف الثلج .
وفي أواخر القرن التاسع استخدم الكوكايين في علاج العيون وفي التخدير في العمليات الجراحية ، كما استخدم لعلاج النزلات وكدواء مقوي ولتخفيف آلام المعدة وما لبث المدمنون أن أقبلوا عليه وقلت استعمالاته في المجال الطبي ، ويستخرج الكوكايين من ورقة نبات الكوكا .
ويزرع نبات الكوكا في منطقة جبال الانديز وأمريكا اللاتينية ، وأكثر الدول إنتاجاً لنبات الكوكا ( بيرو - بوليفيا - كولومبيا ) وقد تم مؤخراً اكتشاف معامل لتصنيع الكوكايين في بعض الدول الواقعة على البحر الأبيض المتوسط ، كما قام تعاون وثيق بين كارتيلات الكوكايين ومافيات الهيروين في أوربا وآسيا حيث يتم تبادل السلع وترويجها . وقد أتخذ تجار المخدرات الكولومبيون من البرازيل مركزاً جديداً لتصنيع الكوكايين ونقطة انطلاق لتهريب الكوكايين إلى منطقة الشرق الأوسط .
والكوكايين تحت الرقابة الدولية بناء على معاهدة الأفيون الدولية الموقعة في لاهاي سنة 1912 م وإنتاج العالم منه في تزايد مستمر ، ويعد فقدان الشهية والأرق التام وفقدان الشهوة الجنسية من أعراض المراحل المتطورة لتعاطي الكوكايين وتأثيراته السمية عميقة ويؤدي إلى الإدمان والموت .
الكراك :
الكراك هو الكوكايين المقطر بالتكسير ، وقد سمي بالكراك لأن رواسب بيكربونات الصوديوم الموجودة في الصخريات تحدث فرقعة عند التدخين .
وعند تعاطيه يتم امتصاصه في الدم بسرعة ويصل إلى مخ المتعاطي في ثواني قليلة ... لذا أصبح أكثر المخدرات إحداثاً للإدمان وسبباً للموت
القات
القات :
شجيرة معمرة ، تزرع في أي تربة وتقاوم الآفات وتقلبات المناخ ، وهي ذات أورقا دائمة الاخضرار يبلغ ارتفاعها من متر إلى مترين في المناطق القاحلة وستة أمتار في المنحدرات الرطبة لجبال إثيوبيا ، وقد تصل إلى 25 متراً في المناطق الاستوائية ومحيط الساق قد يصل إلى 60 سم ، وقشرته رقيقة ناعمة داكنة الملمس .
وشجيرة القات حمراء داكنة تميل إلى الاصفرار ، والمتخضر عندما تنضج أوراقها عكسية بيضاوية الشكل مسننة حادة ويابسة الملمس وعديمة المذاق تقريباً . ويختلف حجم الأوراق اختلافاً كبيراً ويبلغ من 5 - 7 سم عرضاً ، وزهرة النبات بيضاء اللون وبعضها يميل إلى اللون الأخضر .
وينمو القات برياً في المناطق الجبلية والرطبة في شرقي وجنوبي أفريقياً وفي جنوب شبه الجزيرة العربية واريتريا وكينيا ، ويزرع النبات في أثيوبيا واليمن .
ولم يخضع نبات القات حتى الآن للرقابة الدولية ولكن عنصرين من عناصره هما القاتين والقاتتينون أخضعاً للرقابة الدولية بموجب اتفاقية المؤثرات العقلية لعام 1971 م
تأثير المواد الفعالة في القات :
منشط يشبه تأثير الإمفيتامينات ، ويؤدي إلى درجة متوسطة وملحوظة من درجات الإدمان النفسي ، والتعاطي المزمن للقات يؤدي إلى البلاهة أو الجنون والإصابة بأمراض سرطان اللثة والفم والمعدة .
المخدرات التخليقية
1- المنشطات .
2- المهبطات .
3- المسكنات .
4- المهدئات .
5- المنومات .
*** المنشطات ***
الأمفيتامينات
وتشمل مجموعة الأمفيتامينات : الأمفيتامين والديكسا مفيتامين والميثا مفيتامين ... وهي مجموعة متجانسة نسبياً فتتماثل كيميائياً وفارماكولوجياً مع الأفيدرين والدرينالين .
تكون على شكل مسحوق أبيض تصنع منه أقراص أو كبسولات ذات أشكال وأحجام وألوان مختلفة كما يحضر منه محلول للحقن واشهر الأنواع في العالم العربي الماكستون فورت تصنع سراً في الولايات المتحدة الأمريكية ووسط أوروبا وخاصة هولندا أو المملكة المتحدة وشرق أوروبا وخاصة بولندا والمجر بالإضافة إلى تايوان والصين وتايلاند وبعض بلدان شمال أفريقيا وشرقها .
وتوجد أشكال أخرى من الأمفيتامينات منها : الآيس وهو منتج بلوري من الأمفيتامينات ويسمى كوكايين الشوارع وأول ظهور له كان في هاواي ( الولايات المتحدة الأمريكية ) الشابو وهو بودرة صفراء اللون أساسها ميثا مفيتامين وأول ظهور له كان في كوريا الجنوبية والفلبين ز واكستازي أو عقار النشوه له تأثير الأمفيتامين والميسكالين ويسمى الأمفيتامين المهلوس وينتشر تعاطيه في الغرب حيث توجد الحفلات المجانية التي تمتد حتى الصباح ، الفنيثلين واسمه التجاري الكبتاجون ويصنع في بعض دول أوروبا الشرقية وخاصة بولندا وبلغاريا ويهرب إلى شبة الجزيرة العربية عبر تركيا أساساً وبعض الدول العربية .
وتعاطي الأمفينامينات يجعل الفرد ثرثاراً وعصبياً وقلقاً وقد تسبب في ارتجاف اليدين وزيادة العرق وجفاف الأنف والفم وكما قد تسبب شعوراً بالاضطهاد .
*** المهبطات أو المسكنات ***
الباربيتورات
وتشمل مجموعة الباربيتيورات : الباربيتيورات القصير والمتوسط المفعول وبعض المنومات الأخرى التي لا علاقة بالتركيب الكيميائي لهذه المجموعة مثل الميتاكوالون والماندركس والجلوتثميد .
وأكثر أنواع المجموعات إساءة للاستعمال : السبكوباربيتال ( السيكونال ) والامورباربيتال والموتولون والماندركس والنوبارين والريفونال . وينتج على شكل كبسولات حمراء وزرقاء كما ينتج بعضها على شكل أقراص بيضاء اللون مختلفة الأحجام .
ومن شأن أخذ جرعات صغيرة من الباربيتيورات أن يبدو المتعاطي مسترخيا ومكتئباً ولكن رد الفعل لديه يكون أبطأ من المعتاد وتتسبب الجرعات الكبيرة في عدم وضوح الكلام والارتباط والنوم العميق والميل إلى السقوط وإسقاط الأشياء وفي بعض الأحيان قد تسبب المهبطات فقدان الوعي والإدمان .
*** المهدئات ***
المهدئات البسيطة
الديازابينات
تعتبر أدوية هذه المجموعة من أكثر المهدئات شيوعاً في الوصفات الطبية منذ السبعينات وحتى الآن . ولهذه المركبات تأثير مهدئ على الجهاز العصبي المركزي وهي تصف لعلاج الحالات العصبية والنفسية والبسيطة وحالات الصرع وكمضادات الإختلالات ، وعند أخذها بجرعة كبيرة نسبياً تسبب النوم . والأعراض الجانبية لهذه المجموعة تعتبر قليلة لذلك تصدرت قائمة المهدئات في الوصفات الطبية .
وتسبب الجرعة العلاجية الاسترخاء والتخلص من الكبت ولكن الإفراط في تعاطيها يؤدي إلى الارتباك وضعف الذاكرة وازدواج البصر والتوهان وأهم تعاقد هذه المجموعة : ديازيبام ( فاليوم ) والفلونبنززيبام والدوهابينول .
*** المنومات ***
ومن أشهر المواد المنومة ( كلورال هيدرات 500 ملجم - اميتال صوديوم - سيكونال صوديوم ) ومن الأسماء الشائعة للسيكونال بالمملكة العربية السعودية ( الأحمر - بازوكا - صواريخ - شماغ البسام - هواري )
ملاحظة :
ما ذكر من أسماء في هذا القسم هو على سبيل المثال وليس الحصر مع العلم أنا هناك مئات الأنواع من هذه الأصناف .
مواد الهلوسة :
* المسكالين
* البسيلوسيبين
* إل . إس . دي .
* بي . سي . بي
عقار الهلوسة ( إل . إس . دي )
L.S.D هو اختصار ليسيرجيك أسيد داي إيثيل أيميد والمعروف باسم عقار الهلوسة . وهو ليس له استعمال طبي . والجرعة الواحدة من هذه المادة لا تزيد عن 40 ميكروجرام . تحدث هلوسات بصرية وسمعية أي أن تأثيرها الرئيسي هو إثارة تغيرات في الحالة النفسية والإدراك والرؤية والإحساس بالوقت أي المتغيرات التي تحيط بالمتعاطي وتصحبه فيما يسمى بالرحلة النفسية وغالياً ما تكون هذه الرحلة سيئة وتؤدي إلى أغراض خطيرة وحوادث مميتة .
ولذلك فإن المجموعة التي تتناول هذه المادة لا بد أن يوجد فرد على الأقل منها لا يتناولها حتى يرعى الأفراد الآخرين إذا ما حدث لأحدهم رحلة سيئة . إذ أن ما يحدثه هذا العقار لا يمكن التنبؤ به . ولصغر الجرعة المؤثرة جعل الموزعين يستخدمون طوابع البريد أو الإستيكر في التعاطي بعد وضعها في محلول من الـ ( L.S.D ) وتجفيفها ثم يقوم المتعاطي باستحلاب هذه الطوابع فيحدث الامتصاص بسرعة من المعدة والأمعاء ويبدأ التأثير والجرعة المميتة من هذه المادة قدرت بـ 2 ميللجرام لكل كيلوا جرام من الجسم

طرق تعاطي المخدرات

طرق تعاطي المخدرات
أوردت طرق الاستخدام هذه لكي يكون هناك وعي كافي بهذا الوباء فهو من باب ( عرفت الشر لا للشر لكن أتقيه ) فعندما ترى إنسان بحوزته أدوات تعاطي المخدرات ( كالإبر والقصدير ) فإن هذا يدعوك للريبة في حالة . وتزيد المسئولية على المربين وأولياء الأمور مما يتوجب الحذر وأخذ الحيطة وهناك عدة طرق لتعاطي المخدرات منها :
1- عن طريق الفم :
ومن ذلك الشراب ( الخمر ) بأنواعه حيث يشرب عن طريق الفم وأيضاً القات ( التخزين ) حيث يمضغ ويخزن في الجزء الأيمن أو الأيسر من الفم ( الشدق ) وهذا على سبيل المثال وليس الحصر لأنه كما تعلم فالمخدرات أخذت أسماءً وأشكالاً جديدة بين الفترة والأخرى .
ويدخل في الفم أيضاً الاستنشاق عن طريق الفم ، كما يفعل في التدخين سواءً الحشيش أو غيره .
2- عن طريق الشم :
عن طريق الأنف حيث يستنشق ذلك المسحوق المخدر على سبيل المثال ( الهيروين - الأفيون ) بالأنف فيدخل عبر الخياشيم إلى الدماغ فيؤدي أعراضاً مخدرة رهيبة لسرعة وصوله إلى الدماغ .
3- عن طريق الإبر :
حيث يتعاطى المدمن تلك السموم بواسطة الحقن عبر الوريد فتسير المادة عبر الدم فيمتص الجسم تلك المادة المخدرة وبالتالي تصبح جزاءاً من تركيبة الدم وبالتالي لا يستطيع الجسم أن يستغني عنها إلا على شكل إعطائه جرعات تدريجية حتى يصبح الوضع طبيعياً بالنسبة لتركيبة الدم .
العلاج
هناك ثلاث مراحل حددتها منظمة الصحة العالمية :
أ - المرحلة الأولى " المبكرة ":
ويتطلب ذلك الرغبة الصادقة من جانب المدمن نظراً لدخوله في مراحل كفاح صعبة وشديدة وصراعات قاسية وأليمة بين احتياجاته الشديدة للمخدر وبين عزمه الأكيد على عدم التعاطي والاستعداد لقبول المساعدة من الفريق المعالج وبالذات الأخصائي النفسي وقد تستمر هذه المرحلة فيما بعد أياماً وأسابيع .
ب - المرحلة الثانية " المتوسطة " :
بعد تخليص المدمن من التسمم الناجم عن التعاطي وبعد أن يشعر أنه في حالة طبية بعدها تظهر مشكلات المرحلة المتوسطة من نوم لفترات طويلة وفقدان للوزن وارتفاع في ضغط الدم وزيادة في دقات القلب تستمر هذه الأعراض عادة بين ستة أشهر إلى سنة على الأقل لتعود أجهزة الجسم إلى مستوياتها العادية .
ج - المرحلة الثالثة " الاستقرار ":
وهنا يصبح الشخص المعالج في غير حاجة إلى الخدمات أو المساعدة بل يجب مساعدته هنا في تأهيل نفسه وتذليل ما يعترضه من صعوبات وعقبات والوقوف بجواره ويجب هنا أن يلاحظ أن هذه المرحلة العلاجية يجب أن تشتمل على تأهيل المدمن نفسياً وذلك بتثبيت الثقة بنفسه وفحص قدراته وتوظيف مهاراته النفسية ورفع مستواها وتأهيله لاستخدامها في العمل الذي يتناسب معها وتأهيله اجتماعياً وذلك بتشجيع القيم والاتجاهات الاجتماعية والتفاعل مع الآخرين واستغلال وقت الفراغ بما يعود عليه بالنفع في الدنيا والآخرة

تعريف المخدرات

* يمكن تعريف المخدرات وفقاً لما يلي :
1- التعريف اللغوي للمخدرات :
المخدرات لغة أتت من اللفظ ( خدر ) ومصدره التخدير ، ويعني ( ستر ) . بحيث يقال تخدر الرجل أو المرأة أي استتر أو استترت وخدر الأسد ( التزم عرينه ) ويقال يوم خدر ( يعني مليء بالسحاب الأسود ) وليلة خدره ( يعني الليل الشديد الظلام ) . ويقال أن المخدر هو الفتور والكسل الذي يعتري شارب الخمر في ابتداء السكر أو أنها الحالة التي يتسبب عنها الفتور والكسل والسكون الذي يعتري متعاطي المخدرات كم أنها تعطل الجسم عن أداء وظائفه وتعطل الإحساس والشعور .
2- التعريف الشرعي للمخدرات :
أُطلق على المخدرات المرفئات ( يعني ما غيب العقل والحواس دون أن يصيب ذلك النشوة والسرور )، أما إذا صحب ذلك نشوة فإنه مسكر .
3- التعريف القانوني للمخدرات :
تعرف المخدرات قانونيا على أنها مجموعة من المواد التي تسبب الإدمان ( الاعتماد النفسي والبدني ) وتسمم الجهاز العصبي المركزي ويحظر تداولها أو زراعتها أو تصنيعها إلا لأغراض يحددها القانون ولا تستخدم إلا بواسطة من يرخص له بذلك .
4- التعريف العامي للمخدرات :
كل مادة خام ، من مصدر طبيعي أو مشيدة كيميائياً ، تحتوي على مواد مثبطة أو منشطة إذا استخدمت في غير الأغراض الطبية فإنها تسبب خلالاً في العقل وتؤدي إلى حالة من التعود أو الإدمان عليها ، مما يضر بصحة الشخص جسمياً ونفسيا واجتماعياً .

جهود المملكة في مكافحة المخدرات

جهود المملكة العربية السعودية في مجال مكافحة المخدرات واكبت جميع التغيرات والتحولات ففي عام 1345 هـ صدر نظام كيفية التداول بالجواهر المخدرة وفي 1374 هـ صدر قرار مجلس الوزراء رقم 11 القاضي بتحديد عقوبة المهرب ومساعده والمروج ومستعمل المخدرات ، أما في عام 1380 هـ استٌحدث قسماً لمكافحة المخدرات بالمباحث العالمة ( أحدهما في جدة والآخر في الرياض ) ، ثم تطور هذان القسمان إلى أن أصبحا شعبة وذلك في عام 1392هـ أصبحت تلك الشعبة إدارة مرتبطة بالأمن الجنائي ( تعرف حالياً بشؤون العمليات ) بالأمن العام ولها فروع في جميع مناطق المملكة المهمة . أما في عام 1395 هـ أصبحت إدارة عامة مركزية وفي عام 1398 هـ فصلت الإدارة عن الأمن العام وارتبطت بالوزارة مباشرة . وأخيراً ارتبطت الإدارة مباشرة بمدير الأمن العام 1 / 1 / 1401 هـ . ولم يقتصر ذلك التطور على مدينة الرياض بل تعداه إلى أن أصبح لتلك الإدارة سبعة وثلاثون فرعاً على مستوى المناطق الجغرافية والمطارات ويعمل بها كادر مدرب ومؤهل من ضباط وأفراد وموظفين .
وتتعاون الإدارة العامة لمكافحة المخدرات واللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات في رسم وتنفيذ البرامج الموجهة لدراسة ظاهرة الإدمان وقبل التعرف على طبيعة دور اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات وطبيعة العلاقة بين اللجنة الوطنية والإدارة العامة لمكافحة المخدرات يجب أن نشير إلى الإستراتيجية التي تقوم عليها مكافحة المخدرات في المملكة العربية السعودية والتي تستند إلى أربعة محاور وهي على النحو التالي :
1- التوعية والوقاية .
2- المكافحة على المستوى المحلي .
3- مجال علاج مدمني المخدرات .
4- التعاون على الصعيدين العربي والدولي . والحديث عن جهود المملكة العربية السعودية إنما هو مما تبنته حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود رحمه الله ، وخادم الحرمين الشريفين الملك / عبد الله بن عبد العزيز آل سعود ، وصاحب السمو الملكي الأمير / سلطان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد الأمين وصاحب السمو الملكي الأمير / نايف بن عبد العزيز آل سعود وزير الداخلية ، وصاحب السمو الملكي الأمير / أحمد بن عبد العزيز آل سعود نائب وزير الداخلية ، وصاحب السمو الملكي الأمير / سلطان بن فهد بن عبد العزيز آل سعود الرئيس العام لرعاية الشباب رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات .

رأي الإسلام في المخدرات

: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ المائدة:90.
حرم الإسلام شرب الخمر حماية للصحة العقلية والنفسية ، ومحافظة على السلوك القويم للأفراد وقد أجمعت الأمة الإسلامية على هذا التحريم لثبوته بنصوص القرآن الكريم وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم .
وقد ورد النص بالتحريم في قوله سبحانه وتعالى : ( يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون ) ( المائدة 90 ) .
وظاهر النص أن الله قد حكم حكماً قاطعاً بتحريم الخمر فقد قرنها سبحانه وتعالى بالذبح على النصب لغيره سبحانه وتعالى وهو من مظاهر الشرك والوثنية ، كما وصفها جل شأنه بأنها رجس أي خبث وشر وأنها من عمل الشيطان الذي يزين للناس شربها حتى يوجد بينهم الخلاف والشقاق والكراهية وحتى يغيب عقل الشارب فينصرف عن عبادة الله وترك الصلاة .
والأحاديث النبوية التي قيلت بشأن الخمر كثيرة منها قوله صلى الله عليه وسلم : ( لعنت الخمرة على عشرة وجوه ، لعنت الخمر بعينها ، وشاربها ، وساقيها ، وبائعها ، ومبتاعها ، وعاصرها ، ومعتصرها ، وحاملها ، والمحمولة إليه ، وآكل ثمنها ). أي أن الخمر محرمة وأن الاتصال بها على الوجوه العشرة المذكورة في الحديث حرام .
ومنها قوله صلى الله عليه وسلم : ( ما أسكر كثيرة فقليلة حرام ) وأتفق فقهاء المسلمين على أن الشريعة الإسلامية تحرم تعاطي المخدرات بالقياس على الخمر فالخمر لم تحرم لذاتها ولكن للأضرار الكثيرة المترتبة على تعاطيها وبوجه خاص أضرارها بالعقل وهذا الإضرار متحقق بالنسبة للمخدرات فينسحب حكم الخمر وهو التحريم على المخدرات لاشتراكها في علة الحكم .
كما حرمت المخدرات دفعاً للمضار المترتبة عليها وحماية للأصول الخمسة التي يقوم عليها المجتمع الإسلامي القوي الصالح وهي ( الدين والنفس والمال والعقل والعرض ) .
ومن هذا المنطلق فإن متعاطي المخدرات ومدمنها لا أقول قد أحل واحدة من هذه الأمور الخمسة بل إنه أحل تلك الضرورات جميعاً فالدين مفقود والعقل ممسوح والمال مهدور ومضيع في غير حله . وقد يقتل ويستحل الدم الذي لا يحل إراقته لأنه فاقد للعقل أما العرض فحدث ولا حرج فما دام أن ذلك المدمن لا يؤتمن على محارمه بل قد يبيع محارمه مقابل شمه هيروين أو سيجارة حشيش فهل سيتوارع عن محارم وأعراض الآخرين !!! .
وخلاصة الحديث أن الخمر وسائر المخدرات والمسكرات بكافة أنواعها وأسمائها يحرم تعاطيها بأي وجه من وجوه التعاطي كان ، كما يحرم تصنيعها وزراعتها وتهريبها والاتجار فيها وبيعها وإهداؤها والتعامل بها على أي وجه كان وعلى أي صفة والإعانة على ذلك معصية محرمة لا شبهة في حرمتها . قال الله عز وجل : ( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب )( المائدة 1 ) .

مقدمة عن المخدرات

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ؛ وأشهد أن محمداً عبده ورسوله يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ [آل عمرآن:102].
يأيُهَا النّاسُ اتَقُوا رَبَكُمُ الّذِى خَلَقَكُم مِن نَفسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنهَا زَوجَهَا وَبَثَ مِنهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَآءً واتَقُوا اللّهَ الذِى تَسَآءَلُونَ بِهِ وَالأَرحَامَ إنّ اللّه كانَ عَلَيكُم رَقِيباً [النساء:1].
يَاأيُهَا الّذِينَ ءَامَنُوا اتّقُوا اللّه َ وَقُولُوا قَولاً سَدِيداً يُصلِح لَكُم أعمَالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنُوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَرَسُولَهُ فَقَد فَازَ فَوزاً عَظِيماً [الأحزاب:71،70].
أحبتي في الله... إننا على موعد مع موضوع خطير من موضوعات الساعة... ومرض مدمر من أمراض المجتمع.
وكيف لا يكون كذلك؟ وهو عدو شرس يقتل الروح قبل أن يقتل البدن... ويفتك بالعقل قبل أن يفتك بالجسد... ويسلب الدين قبل أن يسلب الدنيا.
واسمحوا لنا أن نستهل الحديث عن هذا الموضوع الخطير بهاتين الحادثتين المروعتين:
أما الأولى التي يكاد يقف أمامها القلم عاجزاً مشلولاً من الخجل والحياء.
فهي قصة شاب من إحدى الدول العربية في التاسعة والعشرين من عمره انهال على أمه طعناً بالسكين حتى مزق جسدها بخمس وعشرين طعنة.
والله إن الحلق ليجف... وإن القلب ليرتعد... وإن الكلمات لتعجز... أمام هذه المأساة المروعة... ابن يقتل أمه وما السبب؟
إنها المخدرات !!
أما الحادثة الثانية التي نقلتها إحدى الصحف العربية فهي أبشع حادث إغتصاب يصدم الآذان والقلوب. فهذه أرملة عجوز في الستين من عمرها مات زوجها وترك لها الأبناء وأقامت على تربيتهم خير قيام حتى احتلوا جميعاً أماكن مرموقة.
وفي ليلة خرجت الأم المسكينة في التاسعة مساء لتزور أبناءها، وفجأة انشقت الأرض أمامها عن ذئب بشري وقح، لعبت المخدرات برأسه فأعمت عقله وقلبه وبصره، فرأى المرأة العجوز شابة فاتنة في العشرين ! ! وانطلق ذليلاً لنداء الجنس الذي يصرخ في أعماقه.
فلم يجد أمامه إلا هذه الأرملة المسكينة التي راحت تصرخ بأعلى صوتها وتستغيث وتذكره بأنها أكبر من أمه، ولكن دون جدوى ففعل بها الفاحشة رغماً عنها وسرق ما معها من مال ثم تركها وانصرف.
جريمة قتل... وجريمة زنا... وجريمة سرقة... والسبب المخدرات !
ألم أقل لكم إنه عدو شرس يسلب الدين قبل أن يسلب الدنيا... إنه خطر يهددنا جميعاً أيها المسلمون.
إن الأمة الإسلامية مستهدفة من عدة جهات تستغل المخدرات لإفساد مجتمعاتها ولتحويل الشباب إلى طاقة غير منتجه وإلى شباب ضائع لا يفكر ولا يعمل.
ويزداد الأمر خطراً إذا علمنا أن إحدى الدول العربية تستهلك سنوياً من المخدرات ما يعادل ثمانية مليارات من الجنيهات.
إنها كارثة كبرى بكل المقاييس.
وأخشى ما أخشاه أن نتصور أن القضية تتمثل في مجموعة من المهربين يحاولون جمع الملايين، ولو كان ذلك على حساب مستقبل أبناء الأمة.
أو أن نتخيل أن المشكلة لن تكون أكثر من مجموعة مصحات نحاول أن نقيمها هنا أو هناك لكي نستقبل فيها المدمنين عسى أن يمن الله عليهم بالشفاء...
إن المشكلة في حقيقتها أكبر من هذا... نعم أكبر من محاولات التهريب ومصحات الإدمان.
لأن ما وصلنا إليه اليوم إنما هو نتيجة لمقدمات كثيرة... ومن ثم فإذا أردنا العلاج بحق يجب أن نفتش وبصدق عن هذه المقدمات.
الإسلام دين ودولة... وعقيدة وشريعة فإنه الواجب على الدعاة إلى الله أن يتعرضوا لأمراض المجتمع لتشخيص الداء، وتحديد الدواء. لأننا جميعاً ركاب سفينة واحدة.
ومن ثم فالأمر يحتاج إلى مواجهة صادقة ونصيحة خالصة نسأل الله أن ينفع بها الجميع