الخميس، يناير 01، 2009

مقدمة عن المخدرات

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ؛ وأشهد أن محمداً عبده ورسوله يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ [آل عمرآن:102].
يأيُهَا النّاسُ اتَقُوا رَبَكُمُ الّذِى خَلَقَكُم مِن نَفسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنهَا زَوجَهَا وَبَثَ مِنهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَآءً واتَقُوا اللّهَ الذِى تَسَآءَلُونَ بِهِ وَالأَرحَامَ إنّ اللّه كانَ عَلَيكُم رَقِيباً [النساء:1].
يَاأيُهَا الّذِينَ ءَامَنُوا اتّقُوا اللّه َ وَقُولُوا قَولاً سَدِيداً يُصلِح لَكُم أعمَالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنُوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَرَسُولَهُ فَقَد فَازَ فَوزاً عَظِيماً [الأحزاب:71،70].
أحبتي في الله... إننا على موعد مع موضوع خطير من موضوعات الساعة... ومرض مدمر من أمراض المجتمع.
وكيف لا يكون كذلك؟ وهو عدو شرس يقتل الروح قبل أن يقتل البدن... ويفتك بالعقل قبل أن يفتك بالجسد... ويسلب الدين قبل أن يسلب الدنيا.
واسمحوا لنا أن نستهل الحديث عن هذا الموضوع الخطير بهاتين الحادثتين المروعتين:
أما الأولى التي يكاد يقف أمامها القلم عاجزاً مشلولاً من الخجل والحياء.
فهي قصة شاب من إحدى الدول العربية في التاسعة والعشرين من عمره انهال على أمه طعناً بالسكين حتى مزق جسدها بخمس وعشرين طعنة.
والله إن الحلق ليجف... وإن القلب ليرتعد... وإن الكلمات لتعجز... أمام هذه المأساة المروعة... ابن يقتل أمه وما السبب؟
إنها المخدرات !!
أما الحادثة الثانية التي نقلتها إحدى الصحف العربية فهي أبشع حادث إغتصاب يصدم الآذان والقلوب. فهذه أرملة عجوز في الستين من عمرها مات زوجها وترك لها الأبناء وأقامت على تربيتهم خير قيام حتى احتلوا جميعاً أماكن مرموقة.
وفي ليلة خرجت الأم المسكينة في التاسعة مساء لتزور أبناءها، وفجأة انشقت الأرض أمامها عن ذئب بشري وقح، لعبت المخدرات برأسه فأعمت عقله وقلبه وبصره، فرأى المرأة العجوز شابة فاتنة في العشرين ! ! وانطلق ذليلاً لنداء الجنس الذي يصرخ في أعماقه.
فلم يجد أمامه إلا هذه الأرملة المسكينة التي راحت تصرخ بأعلى صوتها وتستغيث وتذكره بأنها أكبر من أمه، ولكن دون جدوى ففعل بها الفاحشة رغماً عنها وسرق ما معها من مال ثم تركها وانصرف.
جريمة قتل... وجريمة زنا... وجريمة سرقة... والسبب المخدرات !
ألم أقل لكم إنه عدو شرس يسلب الدين قبل أن يسلب الدنيا... إنه خطر يهددنا جميعاً أيها المسلمون.
إن الأمة الإسلامية مستهدفة من عدة جهات تستغل المخدرات لإفساد مجتمعاتها ولتحويل الشباب إلى طاقة غير منتجه وإلى شباب ضائع لا يفكر ولا يعمل.
ويزداد الأمر خطراً إذا علمنا أن إحدى الدول العربية تستهلك سنوياً من المخدرات ما يعادل ثمانية مليارات من الجنيهات.
إنها كارثة كبرى بكل المقاييس.
وأخشى ما أخشاه أن نتصور أن القضية تتمثل في مجموعة من المهربين يحاولون جمع الملايين، ولو كان ذلك على حساب مستقبل أبناء الأمة.
أو أن نتخيل أن المشكلة لن تكون أكثر من مجموعة مصحات نحاول أن نقيمها هنا أو هناك لكي نستقبل فيها المدمنين عسى أن يمن الله عليهم بالشفاء...
إن المشكلة في حقيقتها أكبر من هذا... نعم أكبر من محاولات التهريب ومصحات الإدمان.
لأن ما وصلنا إليه اليوم إنما هو نتيجة لمقدمات كثيرة... ومن ثم فإذا أردنا العلاج بحق يجب أن نفتش وبصدق عن هذه المقدمات.
الإسلام دين ودولة... وعقيدة وشريعة فإنه الواجب على الدعاة إلى الله أن يتعرضوا لأمراض المجتمع لتشخيص الداء، وتحديد الدواء. لأننا جميعاً ركاب سفينة واحدة.
ومن ثم فالأمر يحتاج إلى مواجهة صادقة ونصيحة خالصة نسأل الله أن ينفع بها الجميع

ليست هناك تعليقات: